المبحث الثامن والعشرون : في الإسلام والإيمان
إنّ الإسلام والإيمان لهما مراتب مختلفة ، بعضها أرقى من بعض :
أ) المرتبة الاُولى :
١. الإسلام : المراد منه إظهار الشاهدتين ، ومن علاماته القبول الظاهريّ للأوامر والنواهي الإلهيّة ، وقد يطابق الظاهر واقع الحال وقد يخالفه. وعليه تُحقن الدماء ، وتجري المواريث والمناكح ، وهنا يكون الفرد عضواً من أعضاء المجتمع الإسلاميّ ، له ما لهم وعليه ما عليهم ، وهذه الشريحة تمثّل الغالبية العظمى من هذا المجتمع الذي نتعامل معه.
قال تعالى : (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (١).
٢. الإيمان : وهو قول باللسان ، واعتقاد بالقلب ، وعمل بالأركان. والمؤمن هنا يعقد قلبه على الالتزام بالأوامر والنواهي الإلهيّة ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الحجرات : ١٤.