مقدّمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، بارئ الخلائق أجمعين ، والحمد لله الذي جعل الدعاء طريقاً وسلّماً ترتقي به النفس الإنسانيّة إلى أعلى المراتب ، وتتأدّب بأحسن الآداب ، وتصل به إلى غاياتها ومناها ، والحمد لله الذي جعل التضرّع إليه سبيل الوصول إلى رضوانه وجنانه.
والحمد لله الذي أمر عباده بالدعاء ، ووعدهم بالإجابة قائلاً عزّ وجلّ : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (١) ، وقائلاً : (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) (٢) ، والحمد لله الذي أنطق أنبياءه وأوصياءه الميامين الطاهرين بكلمات الدعاء المباركة ، والحمد لله الذي أوصل إلينا ذلك رغم جور الجائرين.
ثمّ الصلاة والسلام على خير الداعين بأفضل كلمات الدعاء ، المبعوث إلى البشريّة أجمع ، محمّدٍ وعليّ وآلهما الطيّبين الطاهرين.
وبعد : فالدعاء هو كلام المخلوق مع خالقه ، وقد اهتمّت الشريعة الغرّاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ غار : ٦٠.
٢ ـ البقرة : ١٨٦.