بالدعاء ، فكان الأنبياء عليهم السلام يدعون الله سبحانه ، ويعلّمون أُممهم كيفيّة الدعاء ، وهكذا كان الأوصياء فإنّه روي عنهم عليهم السلام لكلّ وقت من أوقات الليل والنهار ، ولكلّ يوم من أيّام الأسبوع أو الشهر أو السنة أو العمر أدعية خاصّة ، وكما جاءت عنهم أدعية وأذكار لكلّ حال من حالات الإنسان ، ولكلّ فعل يريد ارتكابه ولجميع مطالبه الدنيويّة أو الأخرويّة.
وقد اهتمّ قدماء علماء الإماميّة بجمع وتأليف كتب الأدعية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، وحفظت عناية الله تلك التآليف الأصليّة إلى أن وصلت إلى أيدي المتأخّرين من علمائنا الأبرار ، وضمّتها مكتباتهم الكبيرة إلى عدّة قرون وأجيال ، وقد وصل كثير منها إلى شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسيّ المتوفّى سنة ٤٦٠ هجرية ، والسيّد ابن طاووس المتوفّى سنة ٦٦٤ هجرية ، وغيرهما رضي الله عنهم أجمعين.
قال السيّد ابن طاووس في آخر كتاب «مهج الدعوات» : في خزانة كتبنا في هذه الأوقات أكثر من سبعين مجلّداً في الدعوات (١).
فاستخرجوا منها الأدعية الصحيحة من عيونها الصافية ، فأودعوها في كتبهم وعملوا على إيصالها إلى مَن بعدهم بعينها دون زيادة أو نقصان. وبذلك أتمّ الله تعالى الحجّة على عباده بانتشار هذه الأدعية والأذكار الواصلة إليهم من أهل البيت الأطهار ، ليتقرّبوا بها إليه تعالى من دون حاجة إلى مرشد أو دليل آخر ، ولذلك فليس على العباد إلّا إلزام أنفسهم بالعمل بها مع رعاية الشروط المقرّرة للدعاء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ مهج الدعوات : ٤٢٣ ، وعنه في الذريعة ٢٣ : ٢٨٧ / ٩٠٠٩.