وعمدتها حضور القلب وفهم وإدراك المعاني العالية ، وإزالة الأسباب المانعة من رذائل الأخلاق وغيرها ، ثمّ الاستعانة بالله تعالى في جميع ذلك ، فإنّه لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.
وقد فصّل المؤلّف ، جزاه الله خير جزاء ، في المبحث الثاني في هذا الموضوع ، وبالنظر لاهتمام قدماء علمائنا بالأدعية ، ورغبتهم في إيضاح معانيها ، فقد عمدوا إلى شرح معظم الأدعية المعروفة : كدعاء كميل بن زياد ، ودعاء المشلول ، ودعاء الجوشن الصغير ، ودعاء الجوشن الكبير ، ودعاء الصباح ، ودعاء السِّمات ودعاء السيفيّ ، ودعاء صَنَمي قريش ، ودعاء العديلة ، ودعاء الندبة ، ودعاء الاحتجاب ، وغيرها من الأدعية الشريفة.
وأمّا دعاء أبي حمزة الثماليّ ، فهل كان نصيبه مثل سائر الأدعية شرحاً وتوضيحاً أم لا؟ بعد التتبّع في فهارس المكتبات المخطوطة والمطبوعة عثرنا على أسماء بعض الشروح لهذا الدعاء الشريف ، لكن مع الأسف لم يكمل بعضها ، ولم يظهر البعض الآخر إلى النور ، فليس في متناول اليد لحدّ هذا الزمان واحد من هذه الشروح ، والمؤلّف الشيخ الأستاذ جبّار مكّاوي ، بعدما رأى الفراغ الذي تعيشه المكتبة الإسلاميّة فيما يخصّ هذا الدعاء الشريف ، شمّر عن ساعد الهمّة وانكبّ على شرحه شرحاً واضحاً سمّاه «مائة مبحث ومبحث في ظلال دعاء أبي حمزة الثماليّ».
ومن باب إتمام الفائدة وتعميم المنفعة لا بأس أن نذكر للقارئ الكريم أسماء العلماء الأعلام الذين تصدّوا لشرح وتوضيح هذا الدعاء ، آملاً من المولى القدير أن تقع مخطوطات هذه الشروح بين المحقّقين ؛ لكي يتصدّوا لتحقيقها ونشرها إلى جانب هذا الشرح الكبير الموضوع بين أيدينا في هذا الكتاب.