المبحث السادس : مبحث لغويّ
قال عليه السلام : مِنْ اَيْنَ لِيَ الْخَيْرُ يا رَبِّ وَلا يُوجَدُ إلّا مِنْ عِنْدِكَ ، وَمِنْ اَيْنَ لِيَ النَّجاةُ وَلا تُسْتَطاعُ إلّا بِكَ! لَا الَّذي اَحْسَنَ اسْتَغْنى عَنْ عَوْنِكَ وَرَحْمَتِكَ ، وَلَا الَّذي أساءَ وَاجْتَرَأَ عَلَيْكَ وَلَمْ يُرْضِكَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِكَ.
الخير : ضدّ الشرّ والضرر ، وهو حصول الشيء على كمالاته ، قال الراغب في «المفردات» الخير : ما يَرغَب فيه الكلّ ، كالعقل والعدل والفضل.
الربّ : في الأصل التربية ، وهو إنشاء الشيء حالاً بعد حال إلى حدّ لاتمام ، ولا يقال الربّ مطلقاً إلّا لله تعالى المتكفّل بمصلحة الموجودات ، نحو قوله تعالى : (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) (١).
وعلى هذا قوله سبحانه وتعالى : (وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا) (٢) ، أي آلهة ، وتزعمون أنّهم الباري مسبّب الأسباب ، والمتولّي لمصالح العباد ، هذا ما ذكره الراغب في المفردات (٣).
والربّ : السيّد والمالك على الإطلاق ، وهو من الأسماء الحسنى ، وهذا ما لا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ سبأ : ١٥.
٢ ـ آل عمران : ٨٠.
٣ ـ مفردات غريب القرآن : ١٦٠ و١٨٤.