المبحث الأوّل : في راوي الدعاء
دعاء أبي حمزة الثماليّ من أهمّ الأدعية التي منّ الله سبحانه وتعالى بها على المذهب الحقّ ، وهو دعاء سيّدنا ومولانا عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، رابع الأئمّة المعصومين من آل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
وقد لُقّب عليه السلام بـ : زين العابدين ، وسيّد الساجدين ، وذي الثَّفِنات ، لأنّ مواضع سجوده كانت كثَفِنة البعير من كثرة السجود عليها ، وكانت مدّة إمامته المباركة بعد الحسين عليه السلام أربعاً وثلاثين سنة ، فقد عاصر عليه السلام خلفاء الجور والطغيان : يزيد بن معاوية ، ومعاية بن يزيد ، ومروان بن الحكم ، وعبد الملك بن مروان ، واستُشهد عليه السلام في مُلك الوليد بن عبد الملك.
وأمّا سيد هذا الدعاء فقد قال السيّد ابن طاووس في «إقبال الأعمال» : فمِن الدعاء في سَحَر كلِّ ليلة من شهر رمضان ما رويناه بإسنادنا إلى أبي محمّد هارون ابن موسى التَّلْعكبريّ رضي الله تعالى عنه ، بإسناده إلى الحسن بن محبوب الزرّاد ، عن أبي حمزة الثماليّ أنّه قال : كان علي ّ بن الحسين سيّد العابدين صلوات الله عليه يصلّي عامّةَ ليله في شهر رمضان ، فإذا كان السَّحَر دعا بهذا الدعاء : «اِلهي لا