المبحث الثاني والعشرون : في القناعة
القناعة : ضدّ الحرص وهي الاجتزاء باليسير من الأَعراض المحتاج إليها.
والقانع : هو السائل الذي لا يلحُّ في السؤال.
والقناعة مَلَكة نفسيّة محمودة ، وهي أصل لمجموعة من الفضائل : كالكرم والسخاء والجود والإيثار ، والرضى عن الله ، وسمة من سمات شكر المنعم.
وعدم القناعة صفة مذمومة تقود صاحبها إلى مساوئ الأخلاق ، والانشداد إلى الأرض والزخارف والأهواء والتعب والسخط على قضاء الله.
والقناعة تبعث على الاطمئنان النفسيّ المطلوب للعبادة ، وسلوك طريق الله ، وتهذيب النفس ، والتحلّي بمكارم الأخلاق.
ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله : إنّما أَخافَ عليكم اثنتين : اتّباعَ الهوى ، وطولَ الأمل ، أمّا اتّباع الهوى فإنّه يَصُدّ عن الحقّ ، وأمّا طول الأمل فيُنسي الآخرة (١).
وقد وردت مجموعة كبيرة من الأحاديث الشريفة التي تحثّ على القناع المحمودة ، قال الإمام الرضا عليه السلام : مَن لم يُقْنعه من الرزق إلّا الكثير لم يَكْفِهِ من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ٣٣٦ / ح ٣ ـ باب اتّباع الهوى.