إنّ له أبعاداً إنسانيّة واجتماعيّة وتربويّة تشكّل الدعائم الأساسيّة للحياة. وقد أكّدت هذه الآيات أنَّ الآخرة هي دار القرار ، ودار الكمال الذي يحقّق كلّ أمنيّات الإنسان وتطلّعاته.
وأكّدت أنّ الدنيا دار ممرّ ، وما على المرء إلّا أن يأخذ ما استطاع من دار ممرّه إلى دار مقرّه ، والدنيا محطّة للتزوّد بزاد التقوى للمسافر إلى عالم الخلود ، وأكّدت الآيات والروايات أنّ نعيم الآخرة لا ينقطع ، وأنّ في الجنّة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وأشارت الآيات والروايات إلى شدّة العذاب الأخرويّ ودوامه لأهل الكفر والمعاصي ، وذلك بعد إقامة الحجّة على الإنسان المستخلَف في الأرض ، وقد جعل الله على العبد حجّتين :
الأولى : باطنة وهي العقل ، ونعم ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في تعريف العقل قوله : ما عُبِد به الرحمن ، واكتُسب به الجِنان (١).
وجاء عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام قوله : إنّ لله على الناس حُجّتَين : حجّةً ظاهرة ، وحجّة باطنة. فأمّا الظاهرةُ فالرسل والأنبياء والأئمّة عليهم السلام ، وأمّا الباطنة فالعقول (٢).
الثانية : ظاهرة ، وتتمثّل بإرسال الرسل والنبيّين مبشّرين ومنذرين ، وقد أنزل الله تعالى معهم الكتاب لئلّا يكون للناس حجّة بعد الرسل ، والرسالات السماويّة رسمت طريق الحياة الذي يضمن للإنسان الارتقاء في مدارج الكمال.
إنّ هناك رابطة بين السماء والأرض ، وبين الإنسان وخالقه ، وبين الدنيا والآخرة ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ تفسير نور الثقلين ٥ : ٣٨٢ / ح ٢٣ ـ عن : الكافي ١ : ٨ / ح ٣ ـ كتاب العقل والجهل.
٢ ـ الكافي ١ : ١٦ / ح ١١ ـ كتاب العقل والجهل.