وبين العمل والجزاء.
قال الله تعالى : (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (١).
وقال سبحانه : (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) (٢).
إذن فالآخرة هي دار جزاء ، وهذا الجزاء من سِنخ العمل ، قال تعالى : (جَزَاءً وِفَاقًا) (٣).
إذن لابدّ من معرفة وتشخيص العمل النافع والعمل الضارّ ، لأن المعرفة تقود إلى الخشية ، قال تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (٤).
يقول السيّد الطباطبائيّ قدس سره : والمراد بالعلماء العلماء بالله ، وهم الذين يعرفون الله سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله معرفةً تامّة تطمئنّ بها قلوبهم ، وتُزيل وصمة الشكّ والقلق عن نفوسهم ، وتَظهر آثارها في أعمالهم فيصدّق فعلُه قولَهم. والمراد بالخشية حينئذٍ حقّ الخشية ، ويتبعها خشوع في باطنهم ، وخضوع في ظاهرهم (٥).
وقد ورد في الحديث ما يؤيّد ذلك ، في «مجمع البيان» في قوله تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (٦) ، رُويَ عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : يعني بالعلماء مَن صدّق قولُه فعلَه ، ومن لم يصدّق قولُه فعلَه فليس بعالم (٧).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الزلزال : ٧ ـ ٨.
٢ ـ البقرة : ٢٨٦.
٣ ـ النبأ : ٢٦.
٤ ـ فاطر : ٢٨.
٥ ـ تفسير الميزان ١٧ : ٤٣.
٦ ـ فاطر : ٢٨.
٧ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ٨ : ٦٣٥.