وفي الحديث الشريف : أعلمُكم بالله أخوفُكم لله (١).
وروي عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : العلم علمان : علم في القلب فذلك العلم النافع ، وعلم على اللسان فذاك حُجّةُ الله على خَلقه (٢).
وأوّل المعارف المطلوبة معرفة النفس ، فإنّ من عرف نفسه عرف ربّه ، ومن عرف نفسه جاهدها ، ومن لم يعرف نفسه أهملها ، وبذلك تقوده أهواؤه ونزواته إلى خسران الدنيا والآخرة.
إنّ ارتباط العمل بالجزاء قانون وسنّة إلهيّة لا تتخلّف ، فالإيمان والعمل الصالح طريق يقود إلى الجنّة ، والإعراض عن الله طريق يقود إلى الهلاك والخسران.
قال تعالى : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ) (٣).
وما لم تقترن المعرفة بالإيمان والعمل الصالح ، فلا يترتّب أثر على كثير من الأعمال التي يمارسها العبد.
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال : كم من قارئٍ للقرآن والقرآن يلعنه (٤).
إن قضيّة المعاد من لوازم الربوبيّة ، فلو أنكر الإنسان البعث والمعاد فَقَد جانَبَ التدبير والحكمة ، وجعل خلق الإنسان والحياة الدنيا من العبث ، وهذا من الظلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ مجمع البيان في تفسير القرآن ٨ : ٢٤٢.
٢ ـ شرح اُصول الكافي ٢ : ١٤٩.
٣ ـ طه : ١٢٣ ـ ١٢٦.
٤ ـ رسائل الشهيد الثاني : ١٥٢ ، بحار الأنوار ٨٩ : ١٨٥ / ح ٢٤.