المنسوب إلى ساحة العزّة الإلهيّة.
قال تعالى : (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) (١).
إنّ الحياة الآخرة تختلق تماماً عن حقيقة وصفات الحياة الدنيا ، فإنّ الإنسان هنا مكلّف مختار ، يخضع للسنن والأسباب الظاهريّة ، وعنده من التخيّلات والأوهام والأهواء ما يقابل العقل والفطرة ، ومن خلال هذا الصراع والكدح تكون مسيرة الإنسان ، ونعم ما قيل في الحديث العلوميّ الشريف : فإنّ اليومَ عمل ولا حساب ، وإنّ غداً حساب ولا عمل (٢).
أمّا الدار الآخرة فلها مواصفات تختلف عن ذلك ، نذكر منها :
١. أنّها فوق التصوّر البشريّ ، سواء في مكافأة المؤمنين أو معاقبة الكافرين ، وقد ذكرنا في وصف الجنّة أنّها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وعن الإمام عليّ عليه السلام : وكلُّ شيء من الدنيا سَماعُه أعظمُ مِن عِيانه ، وكلُّ شيء من الآخرة عِيانُه أعظمُ مِن سَماعه (٣).
٢. أنّها دار خلود لا انتهاء لها ولا أمد.
٣. أنّ الإنسان فيها مسلوب الاختيار تماماً.
٤. يعود فيها كلّ غيب مشاهدة ، وتظهر السرائر وتتجلّى عياناً.
٥. إنّ الإيمان فيها يكون اضطراريّاً ، فلا يبقى هاجس ولا شكّ ولا حجاب ، وتظهر الحقائق ظهوراً تامّاً ، ولكنّ هذا ال إيمان لا ينفع من لم يكن قد اتّصف به سابقاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ سورة ص : ٢٧.
٢ ـ الكافي ٨ : ٥٨ / ح ٢١.
٣ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١١٤.