٦. تسقط جميع الأسباب والتأثيرات والقوى ، والأمر يومئذٍ لله وحده.
٧. سقوط الأوهام والتخيّلات الإنسانيّة ، وبطلان الأوسمة والنياشين عند رؤية الحقّ ومقابلة عين اليقين.
ويوجد بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة مرحلة انتقالية ، هي البرزخ المعبّر عن عالم القبر ، وبهذا تكون الدنيا دار عمل ، والبرزخ دار تهيؤ للحساب والجزاء ، والآخرة دار حساب وجزاء.
قال الله سبحانه وتعالى : (حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (١).
وقال سبحانه : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (٢).
والآية صريحة في مسألة البرزخ لذكر الغدوّ والعشيّ ، إذ ليس في الآخرة صباحٌ ولا مساء ، وهي تشير إلى قضيّتين مهمّتين في تعذيب المجرمين :
١) العرض على النار قبل قيام الساعة ، وهذا ما نطلق عليه عذاب البرزخ.
٢) الدخول في النار وهو أشدّ من العرض ، وهذا لا يكون إلّا في الآخرة.
وقد ورد في الحديث النبويّ الشريف : القبر إمّا روضة من رياض الجنّة ، أو حفرة من حفر النيران (٣).
إنّ الإيمان بالآخرة يأتي بأمرين نافعين مهمَّين : فهو يردع عن المعصية خوف العقاب ، وهذا ممّا يقول به العقل قبل الشرع ، فإنّ درء الضرر المحتمل واجب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ المؤمنون : ٩٩ ـ ١٠٠.
٢ ـ غافر : ٤٦.
٣ ـ بحار الأنوار ٦ : ٢٧٥.