المعروف للغير.
روي أنّ حُذَيفة العَدَويّ قال : انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عمّ لي في القتلى ، ومعي شيء من الماء وأنا أقول : إن كان به رمق سقيته ، فإذا أنا به من القتلى ، فقلتُ له : أسقيك؟ فأشار إليَّ أن أسقيَ رجلاً بجانبه ، وكان يجود بنفسه ، فذهبت لأسقيه فأشار إليّ أن أسقي رجلاً ثالثاً ، فذهبت إليه فوجدته ميّتاً ، فرجعت إلى الثاني فوجدته ميّتاً ، وعندما رجعت إلى ابن عمّي وجدته ميّتاً (١). ونعم ما قيل : والجود بالنفس أقصى غاية الجود (٢).
وقد جاء عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه قال : الخَلق عيال الله ، فأحَبُّ الخلق إلى الله مَن نفع عيال الله ، وأدخل على أهل بيتٍ سروراً (٣).
وعنه صلى الله عليه وآله أيضاً : من سرّ مؤمناً فقد سرّني ، ومن سرّني فقد سرّ الله (٤).
وورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله قوله : السخيّ قريب من الله ، قريب من الجنّة ، قريب من الناس ، بعيد من النار. والبخيل بعيد من الله ، بعيد من الناس ، بعيد من الجنّة ، قريب من النار (٥).
وورد عن الإمام عليّ عليه السلام قوله : السخاء ما كان ابتداءً ، فأمّا ما كان عن مسألةٍ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ تجد القصّة مفصّلة في : تفسير الثعلبي ٩ : ٢٧٩ ، وتفسير القرطبيّ ١٨ : ٢٨ ، وتاريخ مدينة دمشق ٣٨ : ١٨٠.
٢ ـ البيت لمسلم بن الوليد كما في : تاريخ بغداد ١٣ : ٩٨ وهو أمدح بيت ، وصدره : يجود بالنفس إن ضنِّ البخيلُ بها. وفي تاريخ الطبريّ ٧ : ٢٢٢ أنشده محمّد بن الجهم للمأمون العباسيّ.
٣ ـ الكافي ٢ : ١٦٤ / ح ٦.
٤ ـ نفسه ٢ : ١٨٨ / ح ١.
٥ ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ١٢ / ح ٢٧ ، عن أبي الحسن عليه السلام ، روضة الواعظين : ٣٨٥.