فحياءٌ وتذمّم (١).
وعنه عليه السلام : الجنّة دار الأسخياء (٢).
والإيار على النفس مع الخصاصة من مصاديق الإحسان الواضحة ، قال الله تعالى : (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) (٣) ، وقال سبحانه وتعالى في آل محمّد عليهم السلام : (ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) (٤).
وكان من عظمة أخلاق أمير المؤمنين عليه السلام أن إذا أتاه طالب في حاجة يقول له : اكتبها على الأرض ، فإنّي أكره أن أرى ذلّة السؤال في وجه السائل (٥).
وقال أبان بن تغلب لأبي عبد الله عليه السلام : أخبرني عن حقّ المؤمن على المؤمن ، فقال عليه السلام : يا أبان ، تقاسمه شطر مالك. ثم نظر عليه السلام إليّ فرأى ما دخلني ، فقال عليه السلام : يا أبان ، أما تعلم أنَّ الله عزّ وجلّ قد ذكر المؤْثرين على أنفسهم؟ قلت : بلى جُعِلتُ فداك ، فقال عليه السلام : أمّا إذا أنت قاسمتَه فلم تؤثره بعد ، إنّما أنت وهو سواء ، إنّما تؤثره إذا أنت أعطيتَه من النصف الآخر (٦).
وعن الإمام ال حسن بن عليّ عليهما السلام : لو جُعِلَت الدنيا لقمةً واحدة وَلقّمتُها مَن يعبد الله ، لرأيتُ أنّي مقصّرٌ في حقّه (٧).
وقد أوصى أئمّة الهدى شيعتهم بالتواصل فيما بينهم ، ففي المروي عن أبي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ نهج البلاغة : الحكمة ٥٣.
٢ ـ تفسير مجمع البيان ٢ : ٢٩٣ ، تفسير الثعلبيّ ٣ : ١٥٠.
٣ ـ الحشر : ٩.
٤ ـ الإنسان : ٨.
٥ ـ إرشاد القلوب للديلميّ : ١٣٦ ـ وعنه : مستدرك الوسائل ٧ : ٢٣٨ / ح ٦.
٦ ـ الكافي ٢ : ١٧٢ / ح ٨.
٧ ـ التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري عليه السلام : ٣٢٩ / ح ١٨٨.