بأجر الصابرين (١).
إنّ الشريعة الإسلاميّة أمرت أبناءها أن يحسنوا الظنّ بإخوانهم المؤمنين ، وهذا من مكارم الأخلاق ، حيث ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله : ضَعْ أمر أخيك على أحسنه حتّى يأتيَك ما يَغْلبك منه ، ولا تظنّنّ بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تَجِد لها في الخير مَحْملاً (٢).
ولا ينبغي أن نحسن الظنّ بالأشرار ومجهولي الهويّات.
فها هو سيّد البلغاء والمتكلّمين ، تلميذ القرآن ، وتلميذ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ، ذلك أمير المؤمنين عليه السلام يفتح أعيننا على هذه الحقيقة إذ يقول : إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ، ثمّ أساء رجل الظنّ برجل تَظهر منه حَوبةٌ فقد ظَلَم ، وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله فأحسَنَ رجل الظنَّ برجل فقد غَرَّر (٣).
وعن الإمام عليّ الهادي عليه السلام ورد قوله : إذا كان زمانٌ العدلُ فيه أغلبُ من الجور ، فحرام أن يُظَنَّ بأحد سوءاً حتّى يُعلَمَ ذلك منه. وإذا كان زمانٌ الجورُ فيه أغلب من العدل ، فليس لأحد أن يظنّ بأحد خيراً حتّى يبدو ذلك منه (٤).
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله جاء قوله : احترسوا من الناس بسوء الظنّ (٥) ، فالله سبحانه قد وعد بقبول توبة العبد الآبق ، وشموله بالتوبة والعفو والمغفرة ، ووعده أن يدخله في ولايته إذا أحسن واستقام على جادّة الحقّ والهدى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ ينظر : تحف العقول : ٨٨.
٢ ـ الكافي ٢ : ٣٦٢ / ح ٣.
٣ ـ نهج البلاغة : الحكمة ١١٤ ، غَرّر : أي أوقع نفسَه في الغَرَر ، وهو الخطر.
٤ ـ الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة : ٤٢ ، بحار الأنوار ٧٨ : ٣٧٠ / ح ٤ ـ عن : إعلام الدين للحسن بن أبي الحسن الديلمي.
٥ ـ مجمع الزوائد ٨ : ٨٩.