قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، وقال سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (١).
والآن نعود إلى السنّة الشريفة لنطّلع على ما أتحفنا به آل البيت من علومهم وإرشاداتهم بخصوص وجوب حسن الظنّ بالله تعالى ، وتحريم سوء الظنّ به ، فقد ورد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قوله : أحسِنِ الظنَّ بالله ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : أنا عند حُسنَ ظنِّ عبديَ الؤمن بي ، إنْ خيراً فخيراً ، وإنْ شرّاً فشرّاً (٢).
وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : من حَسُنَ ظنّه بالله كان الله عند حسن ظنّه به ، ومَن رضيَ بالقليل من الرزق قَبِل الله منه اليسير من العمل (٣) ، وقال الإمام الصادق عليه السلام أيضاً : حسن الظنّ بالله أن لا ترجوَ إلّا الله ، ولا تخافَ إلّا ذنبك (٤).
وعن النبيّ صلى الله عليه وآله ورد قوله : والذي لا إله إلّا هو ، لا يَحسُن ظنُّ عبد مؤمن بالله إلّا كان الله عند ظنّ عبده المؤمن ، لأنّ الله كريم بيده الخيرات ، يَسْتَحْيِي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ ، ثمّ يُخْلف ظنَّه ورجاءه ، فأحسنوا بالله الظنّ وارغبوا إليه (٥).
وقال عليه السلام كذلك : ينبغي للمؤمن أن يخاف اللهَ خوفاً كأنّه مشرف على النار ، ويرجوَه كأنّه من أهل الجنّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ فصّلت : ٣٠.
٢ ـ الكافي ٢ : ٧٢ ح / ٣.
٣ ـ نفسه ٨ : ٣٤٧ / ح ٥٤٦.
٤ ـ نفسه ٢ : ٧٢ / ح ٤.
٥ ـ نفسه ٢ : ٧٢ / ح ٢.