ولو كفى الإنسانَ العاصي قولُه : «غرّني كرمُك» لَصُرِف العذاب عن الكافر المعاند كما يصرفه عن المؤمن العاصي ، ولا عذر بعد البيان.
ومن هنا يظهر أن لا محلّ لقول بعضهم : إنَّ توصيف الربّ بالكريم من قبيل تلقين الحجّة ، وهو من الكرم أيضاً (١).
وقد سُئل الإمام الصادق عليه السلام عن قوله تبارك وتعالى : (٢) ، فقال عليه السلام : إنّ الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة : عبدي ، أكنت عالماً؟ فإن قال : نعم ، قال له : أفلا عَمِلتَ بما عَلِمت؟ وإن قال : كنتُ جاهلاً ، قال له : أَفَلا تعلّمتَ حتّى تعمل؟ فيَخصِمه ، فتلك الحجّة البالغة (٣).
والحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبِين الطاهرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ تفسير الميزان ٢٠ : ٢٢٤.
٢ ـ الأنعام : ١٤٩.
٣ ـ الأمالي للطوسيّ : ٩ ح ١٠.