وورد عن الإمام الصادق عليه السلام قوله : مَن أحبّ أن يعلم ما له عند الله ، فَلْيعلم ما لله عنده (١).
والعارفون بالله يعلمون أنَّ غاية عبادة الله لا تُدرك أبداً ، فتراهم يَسعَون بكلّ طاقاتهم ومشاعرهم إلى الله ، ولسان حالهم يقول : سبحانك اللّهمّ ما عبدناك حقّ عبادتك.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قال الله تبارك وتعالى : يتّكلِ العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي ، فإنّهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم [أعمارهم] في عبادتي ، كانوا مقصّرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي ، والنعيم في جنّاتي ، ورفيع الدرجات العلى في جواري ، ولكن برحمتي فَلْيثقوا ، وفضلي فَلْيرجوا ، وإلى حسن الظنّ بي فليطمئنّوا (٢).
وكان أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، واقتداءً بجدّهم المصطفى صلى الله عليه وآله ، إذا قاموا إلى الصلاة ، كأنّ أحدهم ساق شجرة لا يتحرّك منه شيء إلّا ما حرّكت الريح منه ، وكانوا يصلّون صلاة مودِّعٍ يخاف أن لا يعود إليها.
وقد نهانا الشارع المقدّس عن العُجب فإنّه آفة الأعمال ، وَعَدَّ ذلك على لسان الشرع من المهلكات ، والمراد منه أنّ الإنسان تعجبه نفسه ، ويستكثر عمله ، ويصغّر ذنبه في عينه ، ويتّكل على عمله ناسياً حاجته إلى رحمة الله.
قال الله سبحانه لنبيّه داود : يا داود بشّر المذنبين ، وأنذر الصدّيقين ، قال عليه السلام : يا ربّ ، كيف أبشّر المذنبين ، وأُنذر الصدّيقين؟! قال سبحانه : يا داود ، بشّر المذنبين أنّي أقبل التوبة وأعفو عن الذنب ، وأنذر الصدّيقين ألّا يُعجَبوا بأعمالهم ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ المحاسن : ٢٥٢ / ح ٢٧٦.
٢ ـ الكافي ٢ : ٧١ / ح ١.