لَعَلَّكَ رَاَيْتَني غَيْرَ شاكِر لِنَعْمائِكَ فَحَرَمْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ فَقَدْتَني مِنْ مَجالِسِ الْعُلَماءِ فَخَذَلْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني فِى الْغافِلينَ فَمِنْ رَحْمَتِكَ آيَسْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني آلفَ مَجالِسِ الْبَطّالينَ فَبَيْني وَبَيْنَهُمْ خَلَّيْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ لَمْ تُحِبَّ اَنْ تَسْمَعَ دُعائي فَباعَدْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ بِجُرْمي وَجَريرَتي كافَيْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ بِقِلَّةِ حَيائي مِنْكَ جازَيْتَني!!
فَاِنْ عَفَوْتَ يا رَبِّ فَطالما عَفَوْتَ عَنِ الْمُذْنِبينَ قَبْلي ؛ لِاَنَّ كَرَمَكَ اَيْ رَبِّ يَجِلُّ عَنْ مُجازاتِ المُذْنِبِينَ ، وَحِلْمُكَ يَكْبُرُ عَنْ مُكافاتِ الْمُقَصِّرينَ ، وَاَنَا عائِذٌ بِفَضْلِكَ ، هارِبٌ مِنْكَ اِلَيْكَ ، مُتَنَجِّزٌ ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ اَحْسَنَ بِكَ ظَنّاً.
اِلهي اَنْتَ اَوْسَعُ فَضْلاً ، وَاَعْظَمُ حِلْماً مِنْ اَنْ تُقايِسَني بِعَمَلي ، اَوْ اَنْ تَسْتَزِلَّني بِخَطيئَتي ، وَما اَنَا يا سَيِّدي وَما خَطَري؟! هَبْني بِفَضْلِكَ يا سَيِّدي ، وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ ، وَجَلِّلْني بِسَتْرِكَ ، وَاعْفُ عَنْ تَوْبيخي بِكَرَمِ وَجْهِكَ.
سَيِّدي اَنَا الصَّغيرُ الَّذي رَبَّيْتَهُ ، وَاَنَا الْجاهِلُ الَّذي عَلَّمْتَهُ ، وَاَنَا الضّالُّ الَّذي هَدَيْتَهُ ، وَاَنَا الْوَضيعُ الَّذي رَفَعْتَهُ ، وَاَنَا الْخائِفُ الَّذي آمَنْتَهُ ، وَالْجايِعُ الَّذي اَشْبَعْتَهُ ، وَالْعَطْشانُ الَّذي اَرْوَيْتَهُ ، وَالْعاري الَّذي كَسَوْتَهُ ، وَالْفَقيرُ الَّذي اَغْنَيْتَهُ ، وَالضَّعيفُ الَّذي قَوَّيْتَهُ ، وَالذَّليلُ الَّذي اَعْزَزْتَهُ ، وَالسَّقيمُ الَّذي شَفَيْتَهُ ، وَالسّائِلُ الَّذي اَعْطَيْتَهُ ، وَالْمُذْنِبُ الَّذي سَتَرْتَهُ ، وَالْخاطِئُ الَّذي اَقَلْتَهُ ، وَاَنَا الْقَليلُ الَّذي كَثَّرْتَهُ ، وَالْمُسْتَضْعَفُ الَّذي نَصَرْتَهُ ، وَاَنَا الطَّريدُ الَّذي آوَيْتَهُ فَلَكَ الحَمْدُ.
واَنَا يا رَبِّ الَّذي لَمْ اَسْتَحْيِكَ فِى الْخَلاءِ ، وَلَمْ اُراقِبْكَ فِى الْمَلاءِ ، اَنَا صاحِبُ الدَّواهِي الْعُظْمى ، اَنَا الَّذي عَلى سَيِّدِهِ اجْتَرى ، اَنَا الَّذي عَصَيْتُ جَبّارَ السَّماءِ ، اَنَا الَّذي اَعْطَيْتُ عَلى مَعاصِى الْجَليلِ الرُّشا ، اَنَا الَّذي حينَ بُشِّرْتُ بِها خَرَجْتُ اِلَيْها اَسْعى ، اَنَا الَّذي اَمْهَلْتَني فَما ارْعَوَيْتُ ، وَسَتَرْتَ عَلَيَّ فَمَا اسْتَحْيَيْتُ ،