على مبنى الالتزام بمسلك التفضّل في باب الثواب! (١)
وقد ورد في الحديث النبويّ الشريف أنّ عيسى عليه السلام مرّ بصاحب قبر يعذّب ، ثمَّ مرّ عليه من قابل «أي بعد عام» ، فإذا هو لا يُعذّب ، فقال عليه السلام : يا ربّ ، مررتُ بهذا القبر عامَ أوّل ، فكان يُعذّب ، ومررتُ به العام فإذا هو ليس يعذّب! فأوحى الله إليه أنّه أدرك «أي بلغ الحلم» له ولدٌ صالح ، فأصلح طريقاً ، وآوى يتيماً ، فلهذا غفرتُ له بما فعل ابنُه (٢).
ونعود إلى المرجع الفقيه السيّد عبد الأعلى السبزواريّ قدس سره لننقل رأيه من «مهذّب الأحكام» حيث قال : لا ريب في ترتّب الثواب على العبادة ، وهل هو بالاستحقاق أو التفضّل؟ قال : بكلّ قائل ، واستدلّ كلّ منهما بأدلّة ، والحقّ سقوط النزاع من أصله ، لأنّ أصل جعل الاستحقاق إنّما هو من الله تعالى تفضّلاً منه عزّ وجلّ على عباده ، فيكون أصل هذا الحقّ مجعولاً فيه لمصالح كثيرة ، فمن قال بالاستحقاق نظر إلى نفس الحقّ المجعول ، ويصحّ له التمسّك بالأدلّة الظاهرة في الاستحقاق ، ومَن قال بالتفضّل نظر إلى منشأ الجعل الذي هو تفضّل منه تعالى (٣).
والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين المعصومين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ مستند العروة الوثقى ٥ : ٢٥٣.
٢ ـ الكافي ٦ : ٣ ـ ٤ / ح ١٢ ، الأمالي للصدوق : ٤١٤ / ح ٨ ـ المجلس ٧٧.
٣ ـ مهذّب الأحكام ٦ : ١١٥.