ولقد أمر الإسلام أن يكون حسن الظنّ بين المؤمنين قائماً أيضاً ، ومنع عن سوء الظنّ لأنّ ذلك من مذموم الأخلاق ، وقبيح الصفات.
قال الصادق عليه السلام : إذا اتّهم المؤمنُ أخاه انماث الإيمان من قلبه كما ينماث الملح في الماء (١).
وقال الإمام عليّ عليه السلام : أُطلبْ لأخيك عذراً ، فإن لم تجد له عذراً فالتمس له عذراً (٢).
وسئل عليه السلام : كم بين الحق والباطل؟ فقال : أربع أصابع. ووضع عليه السلام يده بين أُذنه وعينيه فقال : ما رأته عيناك فهو الحقّ ، وما سَمِعَته أُذناك فأكثره باطل (٣).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أحسنوا ظنونكم بإخوانكم تغتنموا بها صفاء القلب ونقاء الطبع (٤).
وقال الإمام علي عليه السلام : الظنّ الصواب من شيم أُولي الألباب (٥).
وعن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام قال لتلميذه محمّد بن فضيل : يا محمّد ، كُذِّبْ سمعك وبصرك عن أخيك وإن شهد عندك خمسون قَسامة ، وقال لك قولاً فصدّقه وكذّبهم ، ولا تُذيعنّ عليه شيئاً تشينه به وتهدم به مروءته فتكون من الذين قال الله عزّ وجلّ : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) (٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ٣٦٢ / ح ١.
٢ ـ الخصال : ٦٢٢ / ح ١٠ ـ باب الأربعمائة.
٣ ـ نفسه : ٢٣٦ / ح ٧٨.
٤ ـ مصباح الشريعة : ١٧٣ ـ عنه ، بحار الأنوار ٧٢ : ١٩٦ / ح ١٢.
٥ ـ غرر الحكم : ٣٠.
٦ ـ ثواب الأعمال : ٢٤٧ ، والآية في سورة النور : ١٩.