قَدْرُ عَمَلي في جَنْبِ نِعَمِكَ وَاِحْسانِكَ اِليّ؟! إلّا اِنَّ جُودَكَ بَسَطَ اَمَلي ، وَشُكْرَكَ قَبِلَ عَمَلي. سَيِّدي اِلَيْكَ رَغْبَتي ، وَاِلَيْكَ رَهْبَتي ، وَاِلَيْكَ تَأميلي ، وَقَدْ ساقَني اِلَيْكَ اَمَلي ، وَعَلَيْكَ يا واحِدي عَكَفَتْ هِمَّتي ، وَفيـما عِنْدَكَ انْبَسَطَتْ رَغْبَتي ، وَلَكَ خالِصُ رَجائي وَخَوْفي ، وَبِكَ أَنِسَتْ مَحَبَّتي ، وَاِلَيْكَ اَلْقَيْتُ بِيَدي ، وَبِحَبْلِ طاعَتِكَ مَدَدْتُ رَغْبَتي.
يا مَوْلايَ ، بِذِكْرِكَ عاشَ قَلْبي ، وَبِمُناجاتِكَ بَرَّدْتُ اَلَمَ الْخَوْفِ عَنّي ، فَيا مَوْلايَ وَيا مُؤَمَّلي ، وَيا مُنْتَهى سُؤْلي ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَ ذَنْبِيَ الْمانِعِ لي مِنْ لُزُومِ طاعَتِكَ ، فَاِنَّما اَسْاَلُكَ لِقَديمِ الرَّجاءِ فيكَ ، وَعَظيمِ الطَّمَعِ مِنْكَ ، الَّذي اَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ مِنَ الرَّأفَةِ وَالرَّحْمَةِ ، فَالْاَمْرُ لَكَ ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ ، وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيالُكَ وَفي قَبْضَتِكَ ، وَكُلُّ شَيْي خاضِعٌ لَكَ ، تَبارَكْتَ يا رَبَّ الْعالَمينَ.
اَللّهمَّ فارْحَمْني اِذَا انْقَطَعَتْ حُجَّتي ، وَكَلَّ عَنْ جَوابِكَ لِساني ، وَطاشَ عِنْدَ سُؤالِكَ اِيّايَ لُبّي ، فَيا عَظيمَ يُرجى لِكُلِّ عَظيمٍ ، أنْتَ رَجائي فلا تُخَيِّبْني اِذَا اشْتَدَّتْ فاقَتي ، وَلا تَرُدَّني لِجَهْلي ، وَلا تَمْنَعْني لِقِلَّةِ صَبْري. اَعْطِني لِفَقْري ، وَارْحَمْني لِضَعْفي. سَيِّدي عَلَيْكَ مُعْتَمَدي وَمُعَوَّلي ، وَرَجائي وَتَوَكُّلي ، وَبِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقي ، وَبِفَنائِكَ اَحُطُّ رَحْلي ، وَبِجُودِكَ اَقْصِدُ طَلِبَتي ، وَبِكَرَمِكَ اَيْ رَبِّ اسْتَفْتِحُ دُعائي ، وَلَدَيْكَ اَرْجُو فاقَتي [ضِيافَتِي خ ل] ، وَبِغِناكَ اَجْبُرُ عَيْلَتي ، وَتَحْتَ ظِلِّ عَفْوِكَ قِيامي ، وَاِلى جُودِكَ وَكَرَمِكَ اَرْفَعُ بَصَري ، وَاِلى مَعْرُوفِكَ اُديمُ نَظَري ، فَلا تُحْرِقْني بِالنّارِ وَاَنْتَ مَوْضِعُ اَمَلي ، وَلا تُسْكِنِّىِ الْهاوِيَةَ فَاِنَّكَ قُرَّةُ عَيْني. يا سَيِّدي ، لا تُكَذِّبْ ظَنّي بِاِحْسانِكَ وَمَعْرُوفِكَ فَاِنَّكَ ثِقَتي وَرَجائي ، وَلا تَحْرِمْني ثَوابَكَ فَاِنَّكَ الْعارِفُ بِفَقْري.