معه ، قال عليه السلام : فصلّيا ما شاء الله ، ثمّ صلّيا الفجر ، ثمّ مكثا حتّى أصبحا ، فقام الذي كان نصرانيّاً يريد منزله ، فقال له الرجل : أين تذهب ، النهار قصير والذي بينك وبين الظهر قليل ، قال : فجلس معه إلى أن صلّى الظهر ، ثمّ قال : وما بين الظهر والعصر قليل. فاحتبسه حتّى صلّى العصر ، قال : ثمّ قام وأراد أن ينصرف إلى منزله فقال له : إنَّ هذا آخر النهار وأقلُّ من أوّله ، فاحتبسه حتّى صلّى المغرب ، ثمّ أراد أن ينصرف إلى منزله فقال له : إنّما بقيت صلاة واحدة.
قال عليه السلام : فمكث حتّى صلّى العشاء الآخرة ، ثم تفرّقا ، فلمّا كان سحيراً ، غدا عليه فضرب عليه الباب ، فقال من هذا؟ قال : أنا فلان قال : وما حاجتك؟ قال : توضّأ والبس ثوبيك واخرج بنا فصلِّ ، قال : أُطلبْ لهذا الدين من هو أفرغ منّي ، فأنا إنسان مسكين وعلَيّ عيال.
فقال أبو عبد الله عليه السلام : أدخله في شيء أخرجه منه (١).
وعن عبد العزيز القراطيسيّ قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا عبد العزيز ، إنّ الإيمان عشر درجات بمنزلة السُّلّم ، يصعد منه مرقاة بعد مرقاة ، فلا يقولنّ صاحب الاثنين لصاحب الواحد : لستَ على شيء ، حتّى ينتهي إلى العاشر ، فلا تُسقِط مَن هو دونك فيُسقطك من هو فوقك ، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق ، ولا تحملَنَّ عليه ما لا يطيق فتكسره ، فإنّ من كسر مؤمناً فعليه جبرُه (٢).
وعن الصادق عليه السلام قوله : ما أنتم والبراءة ، يبرأ بعضكم من بعض؟ إنّ المؤمنين بعضهم أفضل من بعض ، وبعضهم أكثر صلاةً من بعض ، وبعضهم أنفذ بصراً من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ٤٢ ـ ٤٤ / ح ٢ ـ باب درجات الإيمان.
٢ ـ نفسه ٢ : ٤٥ / ح ٢.