عن الإمام الباقر عليه السلام قوله : ما في الميزان شيءٌ أثقلُ من الصلاة على محمّد وآل محمّد ، وإنَّ الرجل لَتُوضع أعماله في الميزان فتميل به ، فيُخرج الصلاة عليه فيضعها في ميزانه فيُرجَّح (١).
وذكرنا في مبحث الذكر أنّ العبد إذا اشتغل بذكر الله اشتغلت الملائكة بغرس الأشجار له في الجنّة ، وإذا سكت أمسكوا ، وورد أنّ المعاصي تحرق تلك الأشجار!
وورد أنّ البيت الذي يُقرأ فيه القرآن يُضيء لأهل السماء كما يُضيء الكوكب الدرّيّ لأهل الأرض ، ومن أوضح الأدلّة على تجسّم الأعمال هو أنّ الإنسان يُعذَّب بعمله ويخلد فيه.
قال تعالى : (مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا) (٢) ، كذلك قوله سبحانه : (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) (٣).
وهذا الكتاب يتضمّن حقائق أعماله كاملة شاملة واضحة ، فيُفاجأ وينتفض من غفلته ليقول : (يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا) (٤).
وجاء عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّه قال : مَن أدخل على مؤمن سروراً خلق الله عزّ وجلّ من ذلك السرور خلقاً فيلقاه عند موته فيقول له : أبشِرْ يا وليّ الله بكرامة من الله ورضوان. ثمّ لا يزال معه حتّى يدخلَ قبره ، فيقول له مثل ذلك ، فإذا بُعث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الكافي ٢ : ٤٩٤ / ح ١٥.
٢ ـ طه : ١٠٠ ـ ١٠١.
٣ ـ الإسراء : ١٣ ـ ١٤.
٤ ـ الكهف : ٤٩.