وَاحِدًا لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (١).
إنّ هؤلاء لم يركعوا ولم يسجوا لأحبارهم ورهبانهم ، ولكنّهم قدّموا لهم فروض الطاعة المطلقة وعلى وجه الاستقلال ، فخلقوا منهم آلهة يُعبدون من دون الله ، ففي المرويّ عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال : قلت له : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ)؟ فقال عليه السلام : أما والله ما دَعَوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم ، ولكن أحلّوا لهم حَراماً وحرّموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون (٢).
وعن سفيان بن عُيَينة قال : سألته عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ؟ (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (٣) ، قال عليه السلام : القلب السليم الذي يلقى ربّه وليس فيه أحد سواه ، وكلّ قلب فيك شكّ وشرك فهو ساقط ، وإنّما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم للآخرة (٤).
وقال الإمام الصادق عليه السلام : قال الله عزّ وجلّ : أنا خيرُ شريك ، مَن أشرك معي غيري في عمل لم أقبله إلّا ما كان لي خالصاً (٥).
والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ التوبة : ٣١.
٢ ـ الكافي ١ : ٥٣ / ح ١ ، المحاسن ٢٤٦ / ح ٢٤٦.
٣ ـ الشعراء : ٨٩.
٤ ـ رسائل الشهيد الثاني : ١٠٩ ، الكافي ٢ : ١٢٩ / ح ٥.
٥ ـ الكافي ٢ : ٢٩٥ / ح ٩ ، المحاسن ٢٥٢ / ح ٢٧٠.