وقيل : معه ، أي إليه.
ويجوز أن يتعلق معه باتبعوا لا بأنزل ، معناه : واتبعوا القرآن المنزل مع اتباع النبي صلىاللهعليهوسلم والعمل بسنته ، أو واتبعوا القرآن كما اتبعه هو مصاحبين له في اتباعه.
[٣٤٤] فإن قيل : كيف قال تعالى : (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) [الأعراف : ١٦٢]. وهم إنما بدلوا القول الذي قيل لهم ؛ لأنهم قيل لهم : (وَقُولُوا حِطَّةٌ) [الأعراف : ١٦١]. فقالوا : حنطة؟
قلنا قد سبق هذا السؤال وجوابه في سورة البقرة.
[٣٤٥] فإن قيل : كيف قال تعالى : (قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) [الأعراف : ١٦٦] وانتقالهم من صورة البشر إلى صورة القردة ليس في وسعهم؟
قلنا : قد سبق هذا السؤال وجوابه في سورة البقرة.
[٣٤٦] فإن قيل : الحلم من صفات الله تعالى فكيف قال : (إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ) وسرعة العقاب تنافي صفة الحلم ؛ لأن الحليم هو الذي لا يعجل بالعقوبة على العصاة؟
قلنا : معناه شديد العقاب.
وقيل : معناه سريع العقاب ، إذ جاء وقت عقابه ، لا يردّه عنه أحد.
[٣٤٧] فإن قيل : التمسك بالكتاب يشتمل على كل عبادة ، ومنها إقامة الصلاة فكيف قال تعالى : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ) [الأعراف : ١٧٠]؟
قلنا : إنما خصها بالذكر إظهارا لمزيتها لكونها عماد الدين بالحديث ، وناهية عن الفحشاء والمنكر بالآية.
[٣٤٨] فإن قيل : قوله تعالى : (فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ) [الأعراف : ١٧٦] تمثيل لحال بلعام ، فكيف قال بعده : (ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) [الأعراف : ١٧٧] والمثل لم يضرب إلا لواحد؟
قلنا : المثل في الصورة وإن ضرب لبلعام ولكن أريد به كفار مكة كلهم ؛ لأنهم صنعوا مع النبي صلىاللهعليهوسلم وسلّم بسبب ميلهم إلى الدنيا وشهواتها من الكيد والمكر ما يشبه فعل بلعام مع موسى عليهالسلام.
الثاني : أن (ساءَ مَثَلاً الْقَوْمُ) راجع إلى قوله تعالى : (مَثَلاً الْقَوْمُ) [الأعراف : ١٧٧] لا إلى أول الآية.
[٣٤٩] فإن قيل : كيف قال : (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف : ١٨٨] وهو صلىاللهعليهوسلم كان بشيرا ونذيرا للناس كافة ، كما قال تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) [سبأ : ٢٨]؟