(أَوْ نُنْسِها) أي نهملها من الذاكرة أو نتركها ، فلا يكون لها أيّ أثر أو اعتبار في الواقع. (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها) في العناصر التشريعية التي قد تمنح الناس نتائج أكبر من الأولى على مستوى حياتهم العامة أو الخاصة في التسهيل أو التيسير ، أو في ملاءمتها للمرحلة الثانية بشكل أفضل من الأولى التي كانت تنسجم مع المرحلة الأولى ، (أَوْ مِثْلِها) في مستوى العناصر الكامنة في الآية الأولى ، وإن اختلفت في طبيعتها من حيث خصائصها ، كأي شيئين متماثلين في الدرجة مختلفين في الخصائص.
وبهذا يجاب عن السؤال الذي يفرض نفسه أمام الكلمة ، وهو أنه إذا كان هناك تماثل بين الحكم الناسخ والمنسوخ فما فائدة التغيير ، بأنّ الخصائص قد تختلف لتكون في زمن منتجة للغاية التي كانت من أجلها ، وغير منتجة في زمن آخر لحاجتها إلى خصائص أخرى ، لأن للزمن دورا في فعلية الخصائص مع وحدة الغاية. (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فمن يخلق الآية ويحرّكها في الوجود أو في التشريع الإنساني لمصلحة معينة في فترة معينة ، ومن يبدع آية أخرى في مكانها بعد إزالة الأولى ، أو يشرع حكما تضمنته الآية بعد نسخ الحكم الأول؟! فإن الله لا يعجزه شيء في خلقه ، فإذا كان قادرا على الإيجاد ، فهو القادر ـ في الوقت نفسه ـ على إعدام فعلية الوجود وتبديله بوجود آخر ، فإن الموجودات خاضعة له في البداية في أصل وجودها ، كما هي خاضعة في النهاية بعد وجودها ، فلا يعطّل الوجود قدرته.
* * *
الحضور الدائم لله في حياة الإنسان
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا