السّعر ككتف بمعنى المجنون ، وعطف على في ضلال (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ) أو الكتاب أو الوحي أو المواعظ أو احكام الرّسالة (عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا) وفينا من هو احقّ منه بذلك (بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ) يعنى ليس ينزل عليه الوحي من بيننا بل هو كذّاب اشر حمله بطره على طلب الرّياسة والتّرفع (سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ) وقرئ ستعلمون بالخطاب التفاتا منه تعالى من الغيبة الى الخطاب أو حكاية لقول صالح لهم (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ) جواب سؤال مقدّر (فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ) ناظرا لحالهم الى م ترجع (وَاصْطَبِرْ) وبالغ في الصّبر (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ) اى كلّ نوبة (مُحْتَضَرٌ) لصاحبه لا يزاحمهم النّاقة في نوبتهم ولا يزاحمونها في نوبتها (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى) السّيف لقتلها ، أو تعاطى النّاقة لقتلها ، أو تعاطى القوس ، أو قام على أطراف أصابع الرّجلين ومدّ يديه لقتلها (فَعَقَرَ) قيل : كمن لها فرماها بسهم فانتظم به عضلة ساقيها ، ثمّ شدّ عليها بالسّيف وكان يقال له : أحمر ثمود وأحيمر ثمود على التّصغير ويضرب به المثل في الشّؤم (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً) هي صيحة جبرئيل ، أو صيحة الصّاعقة وقد سبق في سورة الأعراف وغيرها قصّتهم ورفع الاختلاف بين ما ورد في إهلاكهم من الصّيحة والزّلزلة (فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) المحتظر الّذى يعمل الحظيرة لإبله وغنمه ، وهشيمه ما يجعله المحتظر حول حظيرته من خشب وحطب وغيره (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) بالرّسل أو بالإنذار (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً) راميا للحصباء عليهم وكان الحاصب جبرئيل بعد ما رفع قراهم ، وقيل : المراد بالحاصب الرّيح الّتى كانت تحصبهم بالحجارة ، أو المراد الحاصب الّذى حصبهم بحجارة من سجّيل مسوّمة عند ربّك للمسرفين وهم الملائكة (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) في وقت سحر متعلّق بنجّيناهم أو بحاصبا (نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا) نجاة نعمة أو لنعمة ، أو أنعمنا عليهم نعمة من عندنا (كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ) نعمنا بصرفها فيما خلقت لأجلها ، أو بتعظيمنا في أنعامنا (وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ) لوط (بَطْشَتَنا) سطوتنا بالعذاب (فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ) تجادلوا في النّذر ، أو شكّوا فيه ، أو تجادلوا ، أو شكّوا بسبب النّذر (وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ) مسخناها وسوّيناها بسائر الوجه ، أو طمسنا نورها ، ورد انّه أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم ، وورد أيضا انّه أخذ كفّا من تراب فضرب بها وجوههم فعمي أهل المدينة كلّهم ، وقد سبق قصّتهم في سورة الأعراف وهود والحجر (فَذُوقُوا) اى فقلنا لهم ذوقوا (عَذابِي وَنُذُرِ) اى ما أنذرتم به (وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ) فيهم غير زائل عنهم (فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ) اى فرعون وآله لكن اكتفى بذكرهم لانّ استحقاق قوم لعذاب أو ثواب بإضافتهم الى شخص يدلّ على استحقاق ذلك الشّخص بالطّريق الاولى (كَذَّبُوا بِآياتِنا) التّسع (كُلِّها) أو بآياتنا الآفاقيّة والانفسيّة كلّها ، أو بآياتنا العظمى كلّها وهم الرّسل (فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ أَكُفَّارُكُمْ) يا قريش أو يا أهل مكّه أو يا ايّها العرب أو يا ايّها النّاس (خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ) الهالكين الماضين حتّى لا نعذّبهم ولا نهلكهم مثلهم وليس كذلك (أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ) بل اثبت لهم في الزّبر الاوّلين أو في الألواح العالية والكتب الّتى بأيدي الملائكة براءة من العذاب أو من الهلكة أو من النّار