لازم ومتعدّ ، ونزفت عبرته فنيت ، وقرئ ينزفون مبنيّا للمفعول ومبنيّا للفاعل (وَفاكِهَةٍ) اى يطوفون عليهم بفاكهة (مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ) قرئ بالجرّ عطفا على أكواب ، وبالرّفع عطفا على ولدان ، وقرئ بالنّصب مفعولا لمحذوف ، وقيل : في وجه اعرابها على القراءات الثّلاث وجوه أخر (كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) في دار الدّنيا (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً) نسبة الى الإثم كما يسمعون في الدّنيا (إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً) سلاما الثّانى تأكيد للاوّل ، وسلاما الاوّل مفعول لقيلا (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) اى على اىّ وصف أصحاب اليمين؟ (فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ) خضد الشّجر قطع شوكة (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) الطّلح شجر عظام ، والطّلع ، وشجر الموز ، وقيل : شجر له ظلّ بارد رطب ، وقيل : هو شجر من أحسن الأشجار منظرا ، وانّما ذكر هاتين الشّجرتين لانّ العرب تعرفهما وفيهما نفعهم (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ) اى غير مقطوع (وَماءٍ مَسْكُوبٍ) مصبوب اى دائم الجريان (وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ) ولشرافة جنّات السّابقين قال هناك فاكهة ممّا يتخيّرون (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) عالية ، أو مرفوع بعضها فوق بعض ، أو المراد بالفرش النّساء اى النّساء العاليات ولذلك عقّبه بقوله (إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً) اى انشأنا نساءهم إنشاء عجيبا اى شابّة طريّة حسناء بعد ما صرن هرمات كريهات ، أو انشأنا الحور العين من غير طروّ حالات عليهنّ بل انشأناهنّ بالغات طريّات (فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً) جمع العروب المرءة المتحبّبة الى زوجها ، أو العاشقة له ، أو المتحبّبة اليه المظهرة له ذلك ، أو الضّحّاكة (أَتْراباً) جمع التّرب بالكسر من ولد معك (لِأَصْحابِ الْيَمِينِ) وقد فسّر اليمين بأمير المؤمنين (ع) ، وأصحاب اليمين بشيعته وذلك لانّه أصل عالم الأرواح (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) اى جماعة كثيرة من الاوّلين في الرّتبة من أصحاب اليمين وجماعة كثيرة من المتأخّرين عن أصحاب اليمين فانّ أغلب من كان مبتلى في البرازخ يلتحق بأصحاب اليمين بعد تطهيره في البرازخ ، وكثير ممّن دخل في الجحيم يخرج منها ويدخل في الجنّات ويلتحق بأصحاب اليمين بخلاف السّابقين فانّ الملتحق بهم من المتأخّرين قليل ، وبخلاف أصحاب الشّمال فانّهم لا يكونون الّا من المتأخّرين فانّ الاوّلين لا يلتحقون بالآخرين ولذلك لم يقل هناك ثلّة ، أو قليل من الاوّلين ، وقي : هاهنا ما قيل في قوله تعالى ثلّة من الاوّلين وقليل من الآخرين (وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ) حرّ نار يدخل في المسامّ (وَحَمِيمٍ) ماء متناه في الحرارة (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ) من دخان اسود أو جبل اسود في جهنّم (لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ) يلتذّ به النّظر وقد فسّر الشّمال بأعداء آل محمّد وأصحابهم أصحاب الشّمال (إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ) متنعّمين أترفته النّعمة أطغته أو نعّمته ، وأترف فلان اصرّ على البغي ، وأترفه تركه يصنع ما يشاء ولا يمنع من تنعّمه ، والمترف الجبّار (وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ) الحنث بالكسر الإثم والخلف في اليمين والميل من باطل الى حق أو عكسه (وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ قُلْ) لهم (إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) يعنى قل لهم ذلك ردّا عليهم وتهديدا لهم (ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ) قد مضى بيان الزّقّوم في سورة الصّافّات