سورة المزّمّل
مكّيّة كلّها ، وقيل : مدنيّة ، وقيل : بعضها مدنىّ وبعضها مكّىّ ، وهي عشرون آية في المشهور
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) تزمّل تلفّف بالثّياب أو اللّحاف أو أمثال ذلك أو اختفى ، والخطاب خاصّ بالنّبىّ (ص) أو عامّ وكان النّبىّ (ص) يتلفّف بثيابه أو لحافه وينام أو كان متلفّفا بأحكام الرّسالة وكان يختفى من النّاس تأنّفا من المقابلة مع أمثالهم ، والمعنى يا من تلحّفت باللّحاف أو بثيابك أو بأحكام الرّسالة ، أو المعنى يا من اختفى ممّا يرى من مدّعى الرّياسة ويرى انّ معاداتهم كانت شينا عن العاقل (قُمِ اللَّيْلَ) لصلوة اللّيل فانّه ليس لك ان تنام كلّ اللّيل ، أو قم في عالم الكثرة واهد عباد الله الى الوحدة ، أو قم في عالم الطّبع وانظر الى العوالم العالية ، أو قم عن الاشتغال بالكثرات بحكم الرّسالة وتوجّه الى الوحدة ، أو قم عن الاختفاء وأظهر أمرك واصدع بما تؤمر ، ونعم ما قال المولوىّ رحمهالله :
احمقان سرور شدستند وز بيم |
|
عاقلان سرها كشيده در گليم |
خواند مزمّل نبي را زان سبب |
|
كه برون آ از گليم اى بو الهرب |
سر مكش اندر گليم ورو مپوش |
|
كه جهان جسمي است سرگردان تو هوش |
هين مشو پنهان ز ننگ مدّعى |
|
كه تو داري نور وحي شعشعى |
هين قم اللّيل كه شمعى اى همام |
|
شمع دائم شب بود اندر قيام |
خيز وبنگر كاروان ره زده |
|
غول كشتيبان اين بحر آمده |
خضر وقتى غوث هر كشتى توئى |
|
همچو روح الله مكن تنها روى |
(إِلَّا قَلِيلاً) من اللّيل (نِصْفَهُ) بدل من المستثنى أو المستثنى منه ، وايّا ما كان فالمعنى واحد (أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) قليلا ، أو المعنى يا من تلفّف بثياب طبعه من افراد البشر قم في ليل طبعك وظلمة نفسك ، أو عن ليل طبعك واهوية نفسك للسّلوك الى ربّك الّا قليلا من اللّيل فانّ ضروريّات البدن تحصل في قليل من اللّيل في نصفه أو أكثر أو انقص ، فانّ الوقت ينبغي ان يكون أثلاثا أو أرباعا لطلب المعيشة وتلذّ ذات النّفوس وطلب المعاد ، أو طلب المعاش وتلذّ ذات النّفوس والرّاحة وطلب المعاد ، يعنى ان كنت قويّا فاجعل نصف أوقاتك للسّلوك الى الله ، وان كنت أقوى فاجعل أكثر أوقاتك للسّلوك ، وان كنت ضعيفا فاجعل قليلا من أوقاتك للسّلوك (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) ترتيل القرآن بحسب لفظه ان تقرأه قراءة متوسّطة بين السّرعة المفرطة والبطوء المفرّط وابانة حروفه وحفظ وقوفه ، فانّ ترتيل الكلام ان تحسن تأليفه وتترسّل فيه كما عن الصّادق (ع) انّه قال : قال أمير المؤمنين (ع) في بيان الآية : بيّنه تبيينا ولا تهذّه هذّا الشّعر ولا تنثره نثر الرّمل ولكن أفزعوا قلوبكم القاسية ولا يكن همّ أحدكم آخر السّورة ، وفي خبر آخر : هو حفظ الوقوف وبيان الحروف ، وفي خبر : هو ان تمكث وتحسن به صوتك ، أو المعنى فصّل المعاني المجتمعة المندرجة في وجودك بعد القيام من رقدتك وغفلتك ، واخرج ما كان فيك بالقوّة الى الفعليّة بالنّظر والمراقبة الّتى هي من لوازم سلوكك ، وانظر الى خطرات نفسك انّها من اىّ الخطرات شيطانيّة هي أم رحمانيّة وانظر الى