بنو أميّة ومن وافقهم ، ويجوز ان يكون عائد الموصول ضمير الفاعل (لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ) فضلا عن القضاء بالحقّ (إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) في موضع تعليل لحصر القضاء بالحقّ فيه (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) فيشاهدوا آثار الماضين وآثار قضائه تعالى بالحقّ (فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) كما أتيتهم بها (فَكَفَرُوا) كما كفر هؤلاء (فَأَخَذَهُمُ اللهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ) فليحذر هؤلاء ممّا نزل بهم (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا) اشارة الى حال بعض الّذين من قبلهم (وَسُلْطانٍ مُبِينٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أَبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ) اى استبقوا بناتهم ، أو امنعوا نساءهم من مضاجعة ـ أزواجهم ، أو تجسّسوا حياء نساءهم لتجسّس العيب أو الحمل (وَما كَيْدُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) وضياع (وَقالَ فِرْعَوْنُ) مثل من يخاف من خصمه ومعذلك يهدّده (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ) فانّه لم يكن له مانع من قتله لكنّه كان يخاف منه ومن ثعبانه ويخوفّه بالقتل ، وقيل : كانوا يكفّونه عن قتله ويقولون : انّه ليس الّذى تخافه بل هو ساحر ولو قتلته ظنّ انّك عجزت عن معارضته بالحجّة (إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ) بان يفرّق النّاس عن الاجتماع أو خرج عن الطّاعة وادّعى السّلطنة (وَقالَ مُوسى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) من أقاربه ، في خبر : انّه كان ابن خاله ، وخبر آخر : كان ابن عمّه (يَكْتُمُ إِيمانَهُ) قال القمىّ كان يكتم ايمانه ستّمائة سنة (أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً) عظيما أو ذكرا من الاناسىّ أو رجلا حاله (أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ) صفة لرجلا كما ذكر أو بتقدير اللّام علّة لتقتلون (وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ) على صدق دعواه (مِنْ رَبِّكُمْ) فاحذروا من مخالفته ومؤاخذة ربّكم (وَإِنْ يَكُ كاذِباً) لا يضرّكم كذبه شيئا (فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) ان لم يصبكم كلّه (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ) متجاوز عن حدّه في امره (كَذَّابٌ) ظاهره انّه تعليل لقوله ان يك كاذبا يعنى انّه ان يك كاذبا لم ينل ما أراد منكم من كذبه لانّ الله لا يهدى الى مراده من هو مسرف كذّاب ولكنّه في الحقيقة تعريض بفرعون وقومه بحيث لا يصير سببا لشغبهم لانّه اثبت صدق موسى (ع) بقوله : وقد جاءكم بالبيّنات (يا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظاهِرِينَ) غالبين (فِي الْأَرْضِ) ارض مصر وشكر هذه النّعمة ان تجيبوا رسول الله الّذى آتاكم هذا الملك لا انكار رسوله (فَمَنْ يَنْصُرُنا) ادخل نفسه فيهم ليظنّوا انّه منهم (مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جاءَنا) فلا تتعرّضوا لبأس الله بإنكار رسوله وإيذائه وقد أجاد في الجدال حيث أنكر قتله عليهم وأسند إنكاره بما لا يمكن ردّه والشّغب معه فانّه قال اوّلا : انّه يقول : ربّى الله فان لم تعترفوا ولم تذعنوا بالله فليكن ذلك محتملا لكم ودفع الضّرر المحتمل واجب عقلا فترك التّعرّض واجب عقلا ، وقال ثانيا : انّه جاء بالبيّنات على صدق دعواه فكيف تجترؤن عليه وتقتلونه؟! وثالثا انّه غير خارج من الكذب أو الصّدق وكذبه لا يضرّكم وصدقه يضرّكم لا محالة ، والضّرر