الرّحيميّة ويكون مبغوضا ومسخوطا وصاحبه مخذولا وضالّا وغير قابل للولاية التّكوينيّة أو التّكليفيّة (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) لانّ الشّكر من الكمالات الثّانية التّكليفيّة وقد فسّر الكفر بالخلاف اى خلاف الولاية وخلاف الامام والشّكر بالولاية والمعرفة (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) ردّ لمن قال للّذين آمنوا بلسان القال كما حكى الله تعالى أو بلسان الحال كما هو شأن المنافقين من الامّة وكما هو شأن المترأسين في الدّين من غير اذن واجازة : اتّبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) تعريض بمجازاتهم على عملهم فانّ الاخبار بالعمل في الآخرة ليس الّا للمجازاة عليه (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) قد تكرّر سابقا انّ ما في الصّدور امّا من قبيل الإرادات والعزمات والنّيّات والخيالات والخطرات ويصدق عليها انّها ذات الصّدور ، وامّا من قبيل القوى والاستعدادات المكمونة في النّفوس الّتى لا شعور لصاحبي الصّدور بها وهي اولى بكونها ذات الصّدور لزوال المذكورات السّابقة عنها بسرعة بخلافها فهي اولى بصدق المصاحبة والجملة تعليل لقوله تعالى: ينبّئكم وتهديد لمن يخفى اعماله (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ) عطف على قوله ان تكفروا يعنى كيف تكفرون وإذا مسّكم ضرّ تلتجؤن اليه لا الى غيره يعنى انّكم مفطورون على الإقرار به والالتجاء اليه فليس كفركم ولا كفرانكم لنعمه الّا لستر ما أنتم مفطورون عليه (دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ) لما سبق انّ الخيال بتصرّف المتخيّلة يمنع العاقلة عن التّدبير والتّصرّف ويستر نصحه وردعه وحين مسيس الضّرّ يسكن الخيال عن التّصرّف فيظهر الفطرة وحكم العقل (ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ) أعطاه تفضّلا فانّه لا يستعمل الّا في هذا المعنى (نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ) يعنى نسي الضّرّ الّذى يدعو الله الى دفعه ، أو نسي اللّطيفة الغيبيّة الّتى كان يدعو قواه وأهل مملكته حين الضّرّ إليها فانّ التجاءه اليه دعوة لجميع أهل مملكته اليه ، وان كان نزوله في ابى الفضيل كما ورد ، فانّه روى عن الصّادق (ع) انّها نزلت في ابى الفضيل انّه كان رسول الله (ص) عنده ساحرا فكان إذا مسّه الضّرّ يعنى السّقم دعا ربّه منيبا اليه يعنى تائبا اليه من قوله في رسول الله (ص) ما يقول ثمّ إذا خوّله نعمة منه يعنى العافية نسي ما كان يدعو اليه من قبل يعنى نسي التّوبة الى الله تعالى ممّا كان يقول في رسول الله (ص) : انّه ساحر ، ولذلك قال الله عزوجل : (قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) يعنى امرتك على النّاس بغير حقّ من الله عزوجل ومن رسوله (ص) قال ثمّ عطف من الله عزوجل في علىّ (ع) يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى فقال: أمّن هو قانت (الآية) (وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً) أمثالا وشركاء مثل الأصنام والكواكب أو جعل لله أندادا في وجوده من اهوية نفسه ومشتهياتها (لِيُضِلَ) النّاس أو أهل مملكته (عَنْ سَبِيلِهِ) وقرئ ليضلّ بفتح الياء (قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً) يا أبا الفضيل أو يا أبا فلان أو يا ايّها المنصرف من باب القلب الى باب النّفس ومشتهياتها (إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) فانّ الانصراف من الله ومن الولاية ومن علىّ (ع) ، أو من باب القلب ليس الّا للمبتلى بدواعى النّفس ، ودواعي النّفس ليست الّا الشّواظ من النّار (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) كمن ليس كذلك؟! حذف الخبر لدلالة الحال ودلالة قوله قل هل يستوي الّذين يعلمون (الآية) عليه ، أو المعنى أمّن كفر خير أمّن هو قانت ، فحذف المعادل الاوّل لدلالة القرينتين عليه ، وقرئ امن هو قانت بتخفيف الميم ، وعليه يكون الخبر محذوفا اى امن هو قانت كمن ليس كذلك؟! أو الخبر والمعادل جميعا والتّقدير أمّن هو قانت خير أم من كفر ، وقد فسّر القانت بعلىّ (ع) ومن ليس كذلك ليس الّا أعداءه ، والتّخصيص في الذّكر بعلىّ (ع) لكونه أصلا في الخصال الحميدة والأعمال الرّضيّة لا ينافي تعميمها كما