ينسخ من كتاب آخر من الأصل وهو قوله : انّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بالبيعة العامّة أو الخاصّة (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وأصلها البيعة الخاصّة الولويّة (فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ) الّتى هي الولاية (ذلِكَ) الدّخول في الولاية (هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ) اى يقال لهم احملتم فلم تكن (آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ) عن الانقياد لها واتّباعها حتّى استكبرتم عن الآيات العظمى والولاية الكبرى (وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ) بسبب مخالفتكم لولىّ أمركم (وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللهِ) بالعذاب والثّواب (حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ وَبَدا لَهُمْ) التفات من الخطاب الى الغيبة (سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا) حيث رأوا مقام ولىّ أمرهم وخساسة أوليائهم الظّلمة (وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) اى القول أو العذاب الّذى كانوا به يستهزؤن.
الجزء السّادس والعشرون
(وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) اى نترككم كما نسيتم هذا اليوم أو تركتم العدّة له (وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللهِ) التّدوينيّة من الكتب السّماويّة والأحكام النّبويّة والآيات الآفاقيّة الجزئيّة والانفسيّة والآيات العظمى الّذين هم الأنبياء والأولياء (ع) (هُزُواً) ما يستهزئ به ، قيل : هم الائمّة كذّبوهم واستهزؤا بهم (وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) فحسبتم انّكم خالدون فيها (فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها) بسبب الاستهزاء بالآيات (وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) لا يسترضون ، وقيل : لا يجاوبون ولا يقبلهم الله (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ) بدل من ربّ السّماوات وربّ الأرض بعد ما أشار الى ربوبيّته للسّماوات والأرضين بالالتزام وكانت تلك الرّبوبيّة مستلزمة لمحموديّته على الإطلاق صرّح بهما بطريق الاستنتاج (وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) إذا الرّبوبيّة لهما مستلزمة للكبرياء فيهما (وَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب الّذى لا يغلب (الْحَكِيمُ) في علمه وعمله.
سورة الأحقاف
مكّيّة كلّها ؛ وقيل : الّا آية : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) ؛ فانّها نزلت بالمدينة في عبد الله بن سلام
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ) اى سماوات عالم الطّبع وسماوات عالم الأرواح في الكبير والصّغير (وَالْأَرْضَ) بالتّعميم المذكور (وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِ) المخلوق به (وَأَجَلٍ مُسَمًّى) لسماوات العالم الصّغير وأرضه وكذا سماوات العالم الكبير وأرضه فانّ لها أيضا أجلا وأمدا الى اوّل عالم البرزخ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ) لحسبانهم انّا خلقناهم عبثا ولغوا ، وما انذروا عبارة عمّا يلحقهم من العقوبة على ترك المتابعة وترك الولاية ، واعراضهم عنه عبارة عن عدم التفاتهم اليه وعدم تدبّرهم