لقتالهم ، فأتاه الوجوه ، واعتذروا بأنّ ما جرى من فعل السّفهاء الأحداث ، فأمر لهم برزق أربعة أشهر ، ووصل البريد إلى المأمون في ستّة عشر يوما وهو بمرو (١).
ما قيل في رثاء الأمين
وممّا قيل في الأمين :
لم نبكّيك لما ذا للطّرب |
|
يا أبا موسى وترويج اللعب |
ولترك الخمس في أوقاتها |
|
حرصا منك على ماء العنب |
وشنيف أنا لا أبكى له |
|
وعلى كوثر لا أخشى العطب |
لم تكن تصلح للملك ولم |
|
تعطك الطّاعة بالملك العرب |
لم نبكّيك لما عرّضتنا |
|
للمجانيق وطورا للسّلب(٢) |
وساق ابن جرير (٣) عدّة قصائد في مراثيه.
ولخزيمة بن الحسن على لسان أمّ جعفر قصيدة يقول فيها :
أتى طاهر لا طهّر الله طاهرا |
|
فما طاهر فيما أتى بمطهر (٤) |
قد (٥) خرّجني (٦) مكشوفة الوجه حاسرا |
|
وأنهب أموالي وأحرق (٧) آدري |
يعزّ على هارون ما قد لقيته |
|
وما مرّ بي (٨) من ناقص الخلق أعور |
تذكّر أمير المؤمنين قرابتي |
|
فديتك من ذي حرمة متذكّر(٩) |
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٤٩٥ ، ٤٩٦ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٢٩٦ ، المعارف ٣٨٥.
(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٥٠٠ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٢٩٢ ، وفيهما زيادة.
(٣) في تاريخه ٨ / ٥٠٠ ـ ٥٠٧.
(٤) في مروج الذهب : «وما طاهر في فعله بمطهّر».
(٥) كذا في الأصل ، وعند الطبري وابن الأثير : «فأخرجني».
(٦) في مروج الذهب «فأبرزني».
(٧) في مروج الذهب ، والكامل «وأخرب».
(٨) في مروج الذهب «وما نالني».
(٩) تاريخ الطبري ٨ / ٥٠٦ ، مروج الذهب ٣ / ٤٢٤ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٢٩٠ ، ٢٩١.