موسى ، وقد وكّده الله فقال (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) (١).
قال رستة : سألت ابن مهديّ عن الرجل يبني بأهله ، يترك الجماعة أياما؟
قال : لا ، ولا صلاة واحدة.
وحضرت ابن مهديّ صبيحة بنى على ابنيه ، فخرج فأذّن ، ثم مشى إلى بابهما ، وقال للجارية : قولي لهما يخرجان إلى الصلاة. فخرج النّساء والجواري فقلن : سبحان الله ، أيّ شيء هذا؟ فقال : لا أبرح حتّى يخرجا إلى الصلاة ، فخرجا بعد ما صلّى ، فبعث بهما إلى مسجد خارج من الدّرب.
قلت : هكذا كان السلف رضياللهعنهم (٢).
قال رستة : وكان عبد الرحمن يحجّ كلّ عام ، فمات أبوه وأوصى إليه ، فأقام على أيتامه ، فسمعته يقول : ابتليت بهؤلاء الأيتام ، فاستقرضت من يحيى بن سعيد أربعمائة دينار احتجت إليها في مصلحة أرضهم (٣).
وقد طوّل أبو نعيم الحافظ ترجمة عبد الرحمن في «الحلية» (٤) ، بحيث أنّه روى فيها مائتين وثمانين حديثا ونيّفا. وقال : أدرك من التّابعين عدّة منهم : المثنّى بن سعيد ، وأبو خلدة ، ويزيد بن أبي صالح ، وداود بن قيس ، وصالح بن درهم ، وجرير بن حازم.
قلت : كان قد ذهب إلى أصبهان في آخر عمره وحدّث بها.
توفّي بالبصرة في شهر جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائة.
١٨٣ ـ عبد السّلام بن عبد القدّوس بن حبيب الوحاظيّ الشاميّ (٥) ـ ن. ـ
__________________
(١) سورة النساء ـ الآية ١٦٤.
(٢) حلية الأولياء ٩ / ٧.
وقد قال الإمام أحمد : «سمعت الرحمن بن مهديّ يقول : من زعم أنّ الله تبارك وتعالى لم يكلّم موسى يستتاب ، فإن تاب وإلّا ضربت عنقه». (العلل ومعرفة الرجال ٣ / ١٨١ رقم ٤٧٨٣ ي).
(٣) حلية الأولياء ٩ / ١٤.
(٤) من أول الجزء التاسع حتى صفحة ٦٣ منه.
(٥) انظر عن (عبد السلام بن عبد القدّوس الوحاظي) في :
الضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ٦٧ رقم ١٠٣١ ، والجرح والتعديل ٦ / ٤٨ رقم ٢٥٣ ، =