ورجع إلى قبول ما يبذلونه له من الأيمان ، ويخرج إلى هرثمة (١).
النصح للأمين بالاستسلام لهرثمة
وعن عليّ بن يزيد قال : وفارق محمدا : سليمان بن المنصور ، وإبراهيم بن المهديّ ولحق بعسكر المهديّ. وقوي الحصار على محمد يوم الخميس والجمعة والسبت ، وأشار عليه السنديّ بأنّه ليس له فرج إلّا عند هرثمة. فقال : وكيف لي بهرثمة وقد أحاط الموت بي من كلّ جانب؟ فلما همّ بالخروج إليه من دون طاهر ، اشتدّ ذلك على طاهر وقال : هو في جندي ، وأنا أخرجته بالحرب ، ولا أرضى أن يخرج إلى هرثمة دوني.
فقالوا له : هو خائف منك ، ولكن يدفع إليك الخاتم والقضيب والبردة ، فلا يفسد هذا الأمر. فرضي بذلك (٢).
وقوع الأمين في الأسر
ثم إنّ الهرش لمّا علم بذلك أراد التقرّب إلى قلب طاهر ، فقال في كتاب إليه : الّذي قالوه لك مكر ، ولا يدفعون إليك شيئا. فاغتاظ وكمن حول قصر أمّ جعفر في السلاح والرجال ، وذلك لخمس بقين من المحرّم. فلما خرج محمد وصار في الحرّاقة رموه بالنّشّاب والحجارة ، فانكفأت الحرّاقة ، وغرق محمد وهرثمة ، ومن كان بها. فسبح محمد حتى صار إلى بستان موسى ، فعرفه محمد بن حميد الطّاهريّ ، فصاح بأصحابه ، فنزلوا ليأخذوه ، فبادر محمد الماء ، فأخذ برجله وحمل على برذون ، وخلفه من يمسكه كالأسير (٣).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٤٧٨ ، ٤٧٩ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٣٧ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٢٨٢ ، ٢٨٣ ، خلاصة الذهب المسبوك ١٨٤.
(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٤٨٠ ـ ٤٨٢ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٣٨ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٢٨٤ ، خلاصة الذهب المسبوك ١٨٤ ، ١٨٥ ، تاريخ مختصر الدول ١٣٣.
(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٤٨٢ ، ٤٨٣ ، خلاصة الذهب ١٨٥ ، البدء والتاريخ ٦ / ١١٠.