يزيد بن معاوية فدعا إلى نفسه ، وطرد عنها سليمان بن أبي جعفر بعد حصره إيّاه بالبلد. وكان عامل الأمين ، فلم يفلت منه إلّا بعد اليأس. فوجّه الأمين لحربه الحسين بن عليّ بن عيسى بن ماهان فلم ينفذ إليه ، ولكنّه وصل إلى الرّقّة فأقام بها (١).
أبو العميطر يضبط دمشق وما حولها حتى الساحل
وعن صالح بن محمد بن صالح بن بيهس قال : ضبط أبو العميطر (٢) دمشق وانضمّت إليه اليمانية من كلّ ناحية ، وبايعه أقل الغوطة والساحل وحمص وقنسرين ، واستقام له الأمر ؛ إلّا أنّ قيسا لم تبايعه وهربوا من دمشق (٣).
وجاء عن عبد الله بن طاهر أنّه لما قدم دمشق قال لمحمد بن حنظلة : عندك من عظام أبي العميطر شيء؟ قال : هو أقلّ عندنا من هذا. ولكن هرب إلينا وخلع نفسه فسترناه.
* * *
غلبة طاهر على كور الجبال
وغلب طاهر بن الحسين على قزوين وطرد عنها عامل الأمين وغلب على سائر كور الجبال (٤).
__________________
(١) الطبري ٨ / ٤١٥ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٢٤٩ ، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ٢ / ١١٣ و ٣٥ / ١١٠ و ٣٨ / ١٠٥ و ٣٥٥ و ٤٥ / ٥١٨ و ٥٣١ ، خلاصة الذهب المسبوك ١٧٦ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٦٥ ـ ١٦٧ ، تاريخ حلب للعظيميّ ٢٣٩ (حوادث سنة ١٩٧ ه.) ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٢٧ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، مرآة الجنان ١ / ٤٤٨ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٤٧ ، ١٤٨ و ١٥٩.
(٢) كان أبو العميطر يقول : أنا من شيئي صفّين ، يعني عليّا ومعاوية. وكان يلقّب بأبي العميطر لأنه قال يوما لجلسائه : أيّ شيء كنية الحرذون؟ قالوا : لا ندري. قال : هو أبو العميطر ، فلقبوه به. (الكامل في التاريخ ٦ / ٢٤٩).
(٣) الكامل في التاريخ ٦ / ٢٤٩.
(٤) تاريخ الطبري ٨ / ٤١٥.