الطبريّ أنّ أباه شيّع الرشيد إلى النّهروان ، فجعل يحادثه في الطريق إلى أن قال : يا صبّاح ، لا أحسبك تراني بعدها. فقلت : بل يردّك الله سالما. ثم قال : ولا أحسبك تدري ما أجد. فقلت : لا والله. فقال : تعالى حتى أريك. وانحرف عن الطريق ، وأومأ إلى الخواصّ فتنحّوا ، ثم قال : أمانة الله يا صبّاح أن تكتم عليّ. وكشف عن بطنه ، فإذا عصابة حرير حول بطنه ، فقال : هذه علّة أكتمها الناس كلّهم. ولكلّ واحد من ولدي عليّ رقيب ، فمسرور رقيب المأمون ، وجبريل بن بختيشوع رقيب الأمين ونسيت الثالث ـ ما منهم أحد إلّا وهو يحصى أنفاسي ويعدّ أيّامي ويستطيل دهري. فإن أردت أن تعرف ذلك فالسّاعة أدعو ببرذون ، فيجيئون به أعجف ليزيد في علّتي. ثم دعا ببرذون ، فجاءوا به كما وصف ، فنظر إليّ ثم ركبه وانصرف (١).
* * *
تحرّك الخرّميّة
وفيها تحرّك الخرّميّة ببلاد آذربيجان ، فسار لحربهم عبد الله بن مالك في عشرة آلاف ، فأسر وسبى (٢).
* * *
قتل أبي النداء
وفيها قدم يحيى بن معاذ على الرشيد ومعه أبو النّداء ، فقتله (٣).
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، خلاصة الذهب المسبوك ١٦٨ ، ١٦٩ (حوادث سنة ١٩٣ ه.).
(٢) في الأصل : «سبا» وهو غلط. والخبر في : تاريخ الطبري ٨ / ٣٣٩ ، الأخبار الطوال ٣٩١ ، ٣٩٢ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٢٠٨ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٠٧ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٢٧ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٣٩.
وفي تاريخ خليفة ٤٦٠ : «خرج الخرميّة بالجبل ، فأغزاهم أمير المؤمنين هارون : خزيمة بن خازم ، فقتل وسبى».
(٣) تاريخ الطبري ٨ / ٣٣٩ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٢٠٨ ، النجوم الزاهرة ٢ / ١٣٩.