فقال : يا ابن آدم تصير إلى هذا. وأمر قوما فنزلوا فختموا فيه ختمة ، وهو في محفّة على شفير القبر (١).
الرشيد يقتفي أخلاق المنصور
قال ابن جرير (٢) : وكان يقتفي أخلاق المنصور ، ويطلب العمل بها. إلّا في بذل المال ، فإنه لم ير خليفة قبله أعطى منه للمال (٣). وكان يحبّ الشّعر ، ويميل إلى أهل الأدب والفقه ، ويكره المراء في الدّين ، ويقول : هو شيء ، لا نتيجة له ، وبالحريّ أن لا يكون فيه ثواب. وكان يحبّ المديح ويشتريه بأغلى (٤) ثمن.
إجازة الرشيد مروان بن أبي حفصة
أجاز مرّة مروان بن أبي حفصة على قصيدة خمسة آلاف دينار ، وخلعة ، وعشرة من رقيق الروم ، وفرسا من مراكبه (٥).
صحبة ابن أبي مريم المضحاك للرشيد
وقيل إنّه كان مع الرشيد ابن أبي مريم المدنيّ ، وكان مضحكا فكها إخباريّا ، فكان الرشيد لا يصبر عنه ولا يملّ منه لحسن نوادره ومجونه (٦).
موعظة ابن السّمّاك للرشيد
وروي أنّ ابن السّماك دخل على الرشيد يوما فاستسقى ، فأتي بكوز ، فلما أخذه قال : على رسلك يا أمير المؤمنين ، لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشتريها؟ قال : بنصف ملكي. قال : اشرب هنّأك الله. فلما شربها قال :
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٣٤٤ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٢١٢ ، ٢١٣.
(٢) في تاريخه ٨ / ٣٤٧.
(٣) في الأصل «لولي» والتحرير من الطبري.
(٤) في الأصل «بأغلا».
(٥) تاريخ الطبري ٨ / ٣٤٧ ـ ٣٤٩ وانظر قصيدة ابن أبي حفصة فيه ، الكامل في التاريخ ٦ / ٢١٧ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٦٣.
(٦) تاريخ الطبري ٨ / ٣٤٩ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٢١٧ ، ٢١٨.