موسى بن جعفر أخو عليّ بن موسى الرضا ، وهو الّذي يقال له زيد النار ، لكثرة ما حرّق من دور العباسيّين بالبصرة. وكان يأتي بالرجل من المسوّدة فيحرّقه بالنار. وانتهب تجّار البصرة ، فأسره عليّ بن أبي سعيد ، واختفى الطالبيّون (١).
ذكر
ما فعله الأفطس بمكة
وأما حسين بن حسن الأفطس فبدّع بمكة حتى تردّه طائفة من أهلها ، فهدم دورهم ، وأخذ أبناءهم ، وجعل أصحابه يحلّون ما على الأساطين من الذّهب اليسير ، ويقلعون الشبابيك. فبلغهم قتل أبي السرايا ، فأتى حسين إلى محمد بن جعفر الصّادق ، وكان شيخا فاضلا محبّبا إلى الناس ، تاركا للخروج ، قد روى العلم عن أبيه ، فقال : قد تعلم ما لك في الناس ، فابرز نبايعك بالخلافة ، فلا يختلف عليك اثنان ، فأبى ذلك. فلم يزل به ابنه عليّ وحسين بن حسن حتى غلبا على رأيه ، وأقاموه يوم الجمعة في ربيع الآخر ، فبايعوه ، وحشروا الناس لمبايعته طوعا وكرها. فأقام كذلك أشهرا (٢).
ووثب حسين على امرأة قرشيّة بارعة الحسن ، فأخذها قهرا من بيت زوجها ، وبقيت عنده أياما ، ثم هربت (٣).
ووثب عليّ بن محمد على أمرد بديع الجمال ، فأخذه من دارهم ، وأركبه فرسه في السّرج ، وركب على الكفل ، وذهب به في السّوق حتى خرج به إلى بئر ميمون في طريق منى. فاجتمع أهل مكة والمجاورون ، وأغلقت
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ / ٥٣٥ ، تاريخ خليفة ٤٧٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٤٧ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٤٧ ، تاريخ حلب ٢٤٠ ، الفخري ٢٢٠ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٣١٠ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٩٥ ، ١٩٦ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٤٦ ، مقاتل الطالبيين ٥٣٤.
(٢) تاريخ الطبري ٨ / ٥٣٣ ، ٥٣٧ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٤٨ ، الكامل التاريخ ٦ / ٣١١ ، ٣١٢ ، نهاية والأرب ٢٢ / ١٩٧ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٤٥ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٤٤.
(٣) الطبري ٨ / ٥٣٧ ، الكامل ٦ / ٣١٢ ، نهاية الأرب ٢٢ / ١٩٨.