وقال البخاريّ (١) : يعرف وينكر.
وقال أبو حاتم (٢) : هو ليّن في حفظه ، وكتابه أصحّ.
وقال النّسائيّ : ليس به بأس (٣).
وقال ابن عديّ (٤) : روى عن مالك غرائب.
لكن لم يرو ابن عديّ في ترجمته إلّا حديثا واحدا فوهم فيه وهما منكرا.
ذلك أنّه روى بإسناده ، عن عبد الوهّاب بن بخت ، أحد القدماء الذين ماتوا في خلافة هشام بن عبد الملك ، عن عبد الله بن نافع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكر حديثا (٥).
ثم قال : وإذا روى عن عبد الله مثل عبد الوهاب بن بخت يكون ذلك دليلا على جلالته. وهو من رواية الكبار عن الصّغار.
قلت : لم يولد صاحب التّرجمة إلّا بعد موت عبد الوهّاب بدهر. وإنّما عبد الوهاب بن نافع هذا ابن مولى ابن عمر قديم الموت. وأمّا الصّائغ فمتأخّر.
وقال ابن سعد (٦) : كان قد لزم مالكا لزوما شديدا ، وهو دون معنى. وتوفّي في رمضان سنة ستّ ومائتين (٧).
__________________
(١) في تاريخه الكبير ٥ / ٢١٣ ، ولفظه : «يعرف حفظه وينكر وكتابه أصحّ». ونقله العقيلي في الضعفاء الكبير ٢ / ٣١١ ، وقال البخاري في تاريخه الصغير (٢٢٠) : «في حفظه شيء».
(٢) الجرح والتعديل ، ولفظه : «ليس بالحافظ هو ليّن تعرف حفظه وتنكر ، وكتابه أصحّ».
(٣) تهذيب الكمال ٢ / ٧٤٨.
(٤) في الكامل ٤ / ١٥٥٦.
(٥) رواه في الكامل ٤ / ١٥٥٦.
(٦) في الطبقات ٥ / ٤٣٨.
(٧) وأرّخ وفاته البخاري في تاريخه الصغير ، في موضعين ٢٢٠ و ٢٢٦ ، وابن حبّان في «الثقات» ٨ / ٣٤٨ ، وقال : «كان صحيح الكتاب وإذا حدّث من حفظه ربّما أخطأ».
ووثّقه ابن معين ، وقال أبو زرعة : لا بأس به (الجرح والتعديل ٥ / ١٨٤).
وقال الشيرازي : «كان أصمّ أمّيّا لا يكتب. روى عنه سحنون قال : صحبت مالكا أربعين سنة ما كتبت عنه شيئا وإنما كان حفظا أتحفّظه. قال أحمد : وهو صاحب رأي مالك ، وكان مفتي المدينة وتفقّه بمالك ونظرائه. مات سنة ست ومائتين ، وجلس مجلس مالك بعد ابن كنانة». (طبقات الفقهاء ١٤٧).