وقال أحمد (١) : ما به بأس. يشبه أهل النّسك والخير (٢).
__________________
(١) قال عبد الله بن أحمد : «سمعت أبي ، وذكر أبا قتادة الحرّاني فقال : ما كان به بأس ، رجل صالح يشبه أهل النسك والخير ، إلّا أنّه كان ربّما أخطأ ، وقيل له : إن قوما يتكلّمون فيه ، قال : لم يكن به بأس. قلت : إنهم يقولون : إنه لم يكن يفصل بين سفيان ويحيى بن أبي أنيسة ، فقال : باطل ، كان ذكيّا. قال أبي : ما كان في أبي قتادة شيء أكرهه ، إلا أنه كان يلبس الثوب فلا يغسله حتى يتقطّع». (العلل ومعرفة الرجال لأحمد ١ / ٢٠٦ ، ٢٠٧ رقم ٢١٦).
وقال عبد الله أيضا : «قلت لأبي : كان يعقوب بن إسماعيل بن صبيح ذكر أن أبا قتادة الحرّاني كان يكذب ، فعظم ذلك عنده جدا ، قال : هؤلاء ـ يعني أهل حرّان ـ يحملون عليه ، كان أبو قتادة يتحرّى الصدق ، لربّما رأيته يشك في الشيء ، وأثنى عليه وذكره بخير.
قلت له : إنهم زعموا أعني يعقوب وغيره أنه دفع إليهم كتاب مسعر لأبي نعيم أو غيره فقرأ عليهم حتى بلغ موضعا في الكتاب فيه شك أبو نعيم أو غير أبي نعيم فرمى بالكتاب ، قال : لقد رأيته وهو يشبه أصحاب الحديث أو يشبه الناس وأنكر هذا ودفعه.
ثم قال : لعلّه كبير واختلط الشيخ وقت ما رأيناه ، كان يشبه الناس ، ما علمته كان يتحرّى الصدق ، ثم قال : خرج أبو قتادة إلى الأوزاعيّ ، فلما صار في بعض الطريق لقيه قوم قد رجعوا من عند الأوزاعي ، فقال لهم أبو قتادة : أسماع أم عرض؟ فقالوا له : لتعمن. ظنّ مسكينا أو غيره ، الّذي قال لأبي قتادة هذا. قال أبي : كان إذا حدّثنا يقول في رجل قال لرجل حتى ذكر الزاي من شدّة ورعه يقول حين ذكر الزاي. وقال أبي : أظن أبا قتادة كان يدلّس. والله أعلم». (العلل ومعرفة الرجال ٢ / ٥٤ ، ٥٥ رقم ١٥٣٣). وانظر : الجرح والتعديل ٥ / ١٩١ ، ١٩٢ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ٢ / ٣١٣ ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ ٤ / ١٥٠٩ ، ١٥١٠).
وقد علّق السيّد (رضياللهعنه) محقّق كتاب (العلل ومعرفة الرجال لأحمد) ج ١ / ٢١٦ حاشية (٢) على رواية أحمد الأولى بقوله : «هذا ولم أجد من الأئمة أحدا وافق الإمام أحمد في توثيق أبي قتادة ووصفه بالتدليس والاختلاط ..».
وقال خادم العلم «عمر تدمري» : لقد ذكره الحافظ سبط ابن العجمي في كتاب الاغتباط بمعرفة من رمي بالاختلاط ٧٤ رقم ٦٤ وقال : قال الإمام المحدّث الشريف الحسين في رجال مسند أحمد كلاما آخره : ولعلّه كبر فاختلط. وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم عن أحمد : ولعلّه اختلط ، وفي كلام آخر لأحمد : ولعلّه كبر فاختلط.
وقال محقّقه الشيخ فواز ازمرلي في الحاشية رقم (٤) : قال أحمد اختلط ببغداد ومن سمع منه بالكوفة والبصرة فصحيح ، وهو ثقة. وقال ابن المديني : ثقة يغلط ، قال ابن نمير : ثقة اختلط في آخره. وقال ابن سعد : اختلط في آخر عمره. وقال أبو هاشم : تغير قبل موته.
أما عن تدليسه فقد عدّه الحافظ ابن حجر مدلّسا وأدرجه في كتابه «طبقات المدلّسين» ص ٤١.
(٢) وقال ابن سعد : «كان له فضل وعبادة ولم يكن في الحديث بذاك» (الطبقات ٧ / ٤٨٦).
وقال الجوزجاني : «غير مقنع لأنه برك فلم ينبعث». (أحوال الرجال ١٨٠ رقم ٣٢٥).
وذكره العقيلي في «الضعفاء الكبير» ونقل قول البخاري ، وابن معين ، وأحمد.
وقال ابن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عن أبي قتادة الحرّاني قلت : ضعيف الحديث؟ قال : نعم ، =