وإعادة الروح إلى جسد العبد في قبره حق ، وضغطة القبر ...
____________________________________
عليها وتوقّف الإمام الأعظم رحمهالله في سؤال أطفال الكفرة ودخولهم الجنة وغيره حكم بذلك فيكونون خدم أهل الجنة (وإعادة الروح) أي ردّها ، أو تعلقها (إلى العبد) أي جسده بجميع أجزائه ، أو ببعضها مجتمعة أو متفرّقة (في حق قبره) والواو لمجرد الجمعية فلا ينافي أن السؤال بعد إعادة الروح وكمال الحال فيقول المؤمن : «ربي الله وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلىاللهعليهوسلم ، ويقول الكافر هاه هاه لا أدري» (١) ، رواه أبو داود وأصله في الصحيحين (٢) ، وفي المسألة خلاف المعتزلة وبعض الرافضة ، وقد وردت الأحاديث المتظاهرة في المبنى المتواترة في المعنى في تحقيق أحوال البرزخ والعقبى قد استوفاها شيخ مشايخنا الجلال السيوطي في كتابه المسمى بشرح الصدور في أحوال القبور ، وفي كتابه الآخر المسمى بالبدور السافرة في أحوال الآخرة ، فعليك بهما إن كنت تريد الاطّلاع وارتفاع النزاع عن الطباع ، ومن جملة الأدلة قوله تعالى : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) (٣) أي صباحا ومساء قبل القيامة وذلك في القبر بدليل قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) (٤). ومعنى عرضهم على النار إحراقهم بها إلى يوم القيامة ، وذلك لأرواحهم. وكذا قوله سبحانه : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) (٥) أي عذاب الآخرة ، وكذا قوله تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) أي عن اتّباع القرآن فلم يؤمن به (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً). أي ضيقة في الدنيا ، أو في الآخرة : (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) (٦). الآيات. وكأنها أيضا مأخذ قول الإمام الأعظم رحمهالله (وضغطة القبر) أي تضييقه (حق) حتى للمؤمن الكامل لحديث ، لو كان أحد نجا منها لنجا سعد بن معاذ (٧) الذي
__________________
(١) هو بعض حديث طويل أخرجه أبو داود ٤٧٥٣ ، وأحمد ٤ / ٢٨٧ كلاهما من حديث البراء بن عازب بإسناد صحيح.
(٢) هو بعض حديث أخرجه البخاري ١٣٣٨ ، ومسلم ٢٨٧٠ ح ٧١ ، وأبو داود مختصرا ٣٢٣١ و ٤٧٥١ ، والنسائي ٤ / ٩٧ ، والبيهقي ٤ / ٨٠ ، وأحمد ٣ / ١٢٦ ، والبغوي ١٥٢٢ ، والآجري في الشريعة ص ٣٦٥ ، وابن حبان ٣١٢٠ كلهم من حديث أنس بن مالك.
(٣) غافر : ٤٦.
(٤) غافر : ٤٦.
(٥) السجدة : ٢١.
(٦) طه : ١٢٤.
(٧) أخرجه أحمد ٦ / ٥٥ و ٩٨ من حديث عائشة ورجاله رجال الصحيح ، وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في المجمع ٣ / ٤٦ من حديث عائشة مطوّلا وفيه ابن لهيعة وفيه كلام.