____________________________________
ومن قال لدابته : يا دابة الكافر ، ويا كافر المالك أي يا ملك الكافر إن كانت نتجت عنده يكفر وإلا فلا ، أي لاحتمال أن يكون مالكه الأول كافرا ...
وفي فتاوي قاضي خان ، وهذا الكلام فيما إذا قال لولده أو دابّته ولم ينو شيئا أما إذا نوى نفسه كفر اتفاقا أي ، لأنه إقرار بكفره ... وفي الظهيرية من قال : لا أعلم الكائن وغير الكائن كفر ، وفيه بحث اللهمّ إلا إذا أريد بالكائن يوم القيامة فيكفر لنفي علمه المستلزم منه نفي اعتقاده به.
وفي التتمة من قال : أنا على اعتقاد فرعون أو إبليس أو اعتقادي كاعتقاد فرعون أو إبليس كفر ، وإن قال : أنا إبليس أو فرعون لا يكفر أي إذا أراد المشاركة الاسمية ، أو مجرد الشرارة النفسية لا كفر الفرعونية وإباء الإبليسية.
ومن قال معتذرا أي عن جهله ببعض الأحكام الشرعية كنت كافرا فأسلمت أي قريبا قيل : يكفر ، وقيل : لا يكفر ، قلت : وهو الأظهر لأن غايته أن يكون كاذبا في قوله الأول فتأمل.
ومن قال : لا ألعن أو لست ألعن في جواب من قال : إن الله يلعن على إبليس كفر ، أي لأن ظاهره المعارضة كما سبق في جواب حديث الدباء وإلا فالامتناع عن لعن إبليس لا يكون معصية فضلا عن أن يكون كفرا ... ومن صنع صنما كفر أي لأنه رضي به وأراد ترويجه.
وفي فتاوي قاضي خان من قال : دعني أصر كافرا كفر أي لأنه نوى الكفر ، أو كدت أن أكفر كفر وفيه بحث إذ لا يلزم من مقاربة الكفر مفارقته اللهمّ إلا أن يريد قصدت الكفر وما كفرت فإنه يكفر لقصده ونيّته ، وقال : دعني فقد كفرت كفر أي لظاهر كلامه ، وإن احتمل أنه أراد قاربت الكفر وفيه ما تقدم والله تعالى أعلم ...
وفي المحيط وفتاوى الصغرى أيضا : من لقن غيره كلمة الكفر ليتكلم بها كفر الملقن ، وإن كان على وجه اللعب والضحك ، قلت : فما يحكى أن مالكيّا أو شافعيّا رجع إلى بلده بعد تحصيل بعد الفقه في مذهبه فكل ما سئل عن مسألة فقال فيها وجهان لمالك ، أو قولان للشافعي رحمهالله ، فقال له قائل : أفي الله شك ، فقال : فيه الوجهان ، أو القولان فكفّروه فيحكم بكفر ملقّنه أيضا حيث رضي بكفره بناء على غلبة ظنه أنه يتفوّه بقول ما يوجب كفره ...