____________________________________
والرضى ، بإرادة الإنعام والإكراه] (١) لم تأوّلت ذلك [الكلام] (٢) ، فلا بدّ أن يقول : لأن الغضب غليان [دم] (٣) القلب والرضى الميل والشهوة ، وذلك لا يليق بالله تعالى ، فيقال له [غليان دم القلب في الآدمي أمر ينشأ عن صفة الغضب ، لا أنه هو الغضب ويقال له أيضا] (٤) : وكذلك الإرادة والمشيئة فينا هي ميل الحيّ إلى الشيء ، أو إلى ما يلائمه ويناسبه ، فإن الحيّ منّا (٥) مائل إلى ما يجلب له منفعة ، أو يدفع عنه مضرّة وهو محتاج إلى ما يريده ومفتقر إليه يزداد بوجوده وينقص بعدمه فالمعنى الذي صرفت إليه اللفظ كالمعنى الذي صرفته عنه سواء ، فإن جاز هذا جاز ذلك (٦) ، فإن قال : الإرادة التي يوصف الله بها مخالفة للإرادة التي يوصف بها العبد ، وإن كان كلّ منهما حقيقة قيل له (٧) : إن الغضب والرضى الذي يوصف الله به مخالف لما يوصف به العبد ، وإن كان كلّ منهما حقيقة فإذا كان ما يقوله في الإرادة يمكن أن يقال في هذه الصفات لم يتعيّن التأويل ، بل يجب تركه لأنك تسلم من التناقض وتسلم أيضا من تعطيل معنى أسماء الله تعالى وصفاته بلا موجب ، فإن صرف القرآن عن ظاهره وحقيقته بغير موجب حرام [ولا يكون الموجب للصرف ما دلّه عليه عقله ، إذ العقول مختلفة فكلّ يقول : إن عقله دلّه على خلاف ما يقوله الآخر] (٨) ، وهذا الكلام يقال لكل من نفى صفة من صفات الله [تعالى] (٩) لامتناع مسمى ذلك في المخلوق ، فإنه لا بدّ أن يثبت شيئا لله [تعالى] (١٠) على خلاف ما يعهده حتى في صفة الوجود ، فإن وجود العبد كما يليق به ووجود الباري [تعالى] (١١) كما يليق به ، فوجوده تعالى يستحيل عليه العدم ، ووجود المخلوق لا
__________________
(١) ما بين حاصرتين غير موجود في شرح الطحاوية وأما نص شرح الطحاوية فهو [ويقال لمن تأوّل الغضب والرضى بإرادة الإحسان].
(٢) [الكلام] غير موجودة في شرح الطحاوية.
(٣) سقطت كلمة [دم] من الأصل واستدركت من شرح الطحاوية.
(٤) ما بين حاصرتين سقط من الأصل واستدركناه من شرح الطحاوية.
(٥) في شرح الطحاوية : [لا يريد إلا ما يجلب له منفعة].
(٦) زاد في شرح الطحاوية [وإن امتنع هذا امتنع ذاك].
(٧) زاد في شرح الطحاوية [فقل].
(٨) سقط ما بين حاصرتين من الأصل واستدركناه من شرح الطحاوية.
(٩) سقطت كلمة [تعالى] من الأصل واستدركت من شرح الطحاوية.
(١٠) سقطت أيضا كلمة [تعالى] من الأصل والاستدراك من شرح الطحاوية.
(١١) سقطت كلمة [تعالى] من الأصل واستدركت من المصدر السابق.