السريانية هذه تعني «ايش» أي : الشيء في العربية. وقد ركبت مع «لا» فصارت «لا ايت» ، ثم خفّفت فصار «لات» ، واستعملت استعمالا خاصّا.
وهي نظير «ليس» الّتي قال الخليل بتركيبها من «لا أيس» أي : لا وجود. وكنا قد شرحنا هذا الشيء بتفصيل في الكلام على قوله تعالى : (إِنِّي آنَسْتُ ناراً) [طه : ١٠٠].
ولنعد إلى «لات» لنقول : إن «ايت» بمعنى «شيء» بقي شيء منها في العربية ، وذلك في مادة «أثث». وإذا رجعنا إلى «أثاث» و «أثاثة» في المعجم ، وجدنا أن عموم الدلالة فيهما يشير إلى أنها مطلق الشيء ، ومن غير تخصيص ، ثم جاء الاستعمال فقيّد وخصّص وصرفها إلى أشياء معيّنة.
وقد بقي لنا أن نقول : إن العرب ربما أدخلوا على «حين» التاء وقالوا : لات حين بمعنى ليس حين.
وأما قول أبي وجزة :
العاطفون تحين ما من عاطف والمفضلون يدا إذا ما أنعموا فقال ابن سيده : قيل إنه أراد «العاطفون» مثل «القائمون» و «القاعدون» ، ثم زاد التاء في «حين» كما زادها الاخر في قوله :
نولّي قبل نأي داري جمانا وصلينا كما زعمت تلانا أراد الآن ، فزاد التاء ، وألقى حركة الهمزة على ما قبلها.
أقول : هذا قول المتقدّمين في كلمة «حين» ، وزيادة التاء في أولها. وعلى هذا يكون قولنا : «لات حين» من باب نفي «تحين» ب «لا» قبلها.
وأرى أن هذا المنقول من كلامهم قد يشعرنا أن «للتاء» ، في لغة قديمة ، ما للألف واللام في أول الاسم ، ولعل هذا شيء مما ورثته العربية من اللغات الّتي سبقتها!
٢ ـ وقال تعالى : (وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (١٦)).
والقطّ : القسط من الشيء ، لأنه قطعة منه.
أقول : القطّ هو القسم ، أي : القطعة ، وهو من الفعل ، قطّ يقطّ أي : قطع يقطع. والمصدر القطّ على فعل.
وقد أشرنا إلى كثير من المصادر الثلاثية على «فعل» ، أن الاسم منها يكون بكسر الفاء كالسّقط والنّقض