به. ويقول إنه لو كان أيوب نبيّا لما ابتلي بما هو فيه ، ولدعا الله تعالى بكشف ضرّه. وروي أنه عليهالسلام قال في مناجاته : إلهي قد علمت أنه لم يخالف لساني قلبي ، ولم يتبع قلبي بصري ، ولم يلهني ما ملكت يميني ، ولم آكل إلا ومعي يتيم ، ولم أبت شبعان ولا كاسيا ومعي جائع أو عريان ، فكشف الله تعالى ضرّه.
فإن قيل : قوله تعالى : (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ (٧٨)) يدل على أن غاية لعنة الله لإبليس يوم القيامة ثم تنقطع؟
قلنا : كيف تنقطع ، وقد قال تعالى : (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ) [الأعراف : ٤٤] يعني يوم القيامة (أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (٤٤)) [الأعراف] وإبليس أظلم الظلمة ؛ ولكن مراده ، في الآية ، أن عليه اللعنة في طول مدة الدنيا ؛ فإذا كان يوم القيامة اقترن له باللعنة من أنواع العذاب ، ما تنسى عنده اللعنة ، وكأنها انقطعت.