فيسهل عليه أن يرضيه ؛ وذكر أن ما ضربه مثلا في الحالين يفهمه كل من عنده حظ من العلم ، ولكن أكثر هؤلاء المشركين لا يعلمون. ثم أكمل السياق ، بعد هذا ، نسق الوعد والوعيد على نحو ما سبق.
ثم ذكر سبحانه أنه فيه وحده الكفاية لعبيده ، فلا يصح أن يخاف من الشفعاء الّذين يخوّف المشركون بهم ، وذكر أنهم لو سئلوا عن خالق السماوات والأرض لأجابوا بأنه هو الّذي خلقها ، وإذا كان هذا شأنه فإنه إذا أراد أحدا بضرّ لا يكشفه شفعاؤهم ، وإذا أراد أحدا برحمة لا يمكنهم أن يمسكوها عنه. ثم أكمل السياق ، بعد هذا ، نسق الوعد والوعيد على نحو ما سبق.
ثم ذكر جلّ وعلا أنهم يتخذون هؤلاء الشفعاء من الأصنام ، لأنها تماثيل لأشخاص كانوا من المقربين عنده ، لينفعوا بشفاعتها وشفاعة أصحابها لهم ؛ ورد عليهم بأن أولئك المقربين عبيد لا يملكون من أمره شيئا ، وتلك الأصنام من الجماد الّذي لا يعقل ، فلا شفاعة إلا لله وحده. ثم ذكر أنهم ، مع هذا ، إذا ذكر سبحانه وحده اشمأزّت قلوبهم ، وإذا ذكر الّذين يتخذونهم شفعاء من دونه فرحوا واستبشروا ، وهذا تناقض عجيب منهم ، وأوعدهم على ذلك بما أوعدهم به ، وبيّن أنهم يفعلون ذلك في حال النعمة والرخاء ، فإذا مسّهم ضرّ توجّهوا إليه جلّ جلاله وحده بالدعاء ، ولا يلبثون ، إذا كشفه عنهم ، أن يعودوا إلى ما كانوا عليه ، فينسبوا ما أوتوه من نعمة إلى علمهم بالأفلاك. ولا يعلمون أنه سبحانه هو الّذي يبسط الرزق لمن يشاء ، ويقبضه عمّن يشاء. ثم تلطف في دعوتهم ، فذكر أنهم أسرفوا بذلك على أنفسهم ، ونهاهم أن يقنطوا مع ذلك من رحمته ، لأنه يغفر الذنوب جميعا بالتوبة عنها ، إلى غير هذا مما ذكره في ذلك الأسلوب من دعوتهم.
ثم ذكر سبحانه أنه خالق كل شيء وله مقاليد السماوات والأرض ، وأمر النبيّ (ص) أن يخبرهم بأنه لا يصحّ مع هذا أن يطيعهم فيما يأمرونه به من عبادة أوليائهم وشفعائهم. ثم أكمل السياق ، بعد هذا ، نسق الوعد والوعيد على نحو ما سبق ، إلى أن ذكر سبحانه