فأصله على قول من جعله فعلا مستقبلا سمى به : يوسع ، حذفت الواو كما حذفت فى «يعد» ، ولم تعمل الفتحة فى السين لأنها فتحة مجتلبة أوجبتها العين ، وأصلها الكسر ، فوقع الحذف على الأصل.
٨٩ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً
لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ)
«ليسوا بها بكافرين» : الباء الأولى متعلقة ب «كافرين» ، والثانية دخلت لتأكيد النفي ، وهو خبر «ليس».
٩٠ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ
إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ)
«فبهداهم اقتده» : الهاء ، دخلت لبيان حركة الدال ، وهى هاء السكت.
فأما من كسرها فيمكن أن يكون جعلها هاء الإضمار ، أضمر المصدر. وقيل : إنه شبه هاء السكت بهاء الإضمار ، فكسرها ؛ وهذا بعيد.
٩١ ـ (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي
جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ
وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ)
«من شىء» : شىء ، فى موضع نصب ، و «من» : زائدة للتأكيد والعموم.
«نورا وهدى» : حالان من «الكتاب» ، أو من الهاء فى «به» ، وكذلك : «يجعلونه» : حال من «الكتاب». و «تبدونها» : نعت ل «قراطيس» ؛ والتقدير : تجعلونه فى قراطيس ، فلما حذف الحرف انتصب.
«وتخفون» : مبتدأ ، لا موضع له من الإعراب.
«يلعبون» : حال من الهاء والميم فى «ذرهم».
٩٢ ـ (وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَالَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ)
«مصدّق الّذى» : نعت ل «كتاب» ، على تقدير حذف التنوين من «مصدق» ، لالتقاء الساكنين. و «الذي» : فى موضع نصب ب «مصدق».
وإن لم يقدر حذف التنوين كان «مصدق الذي» خبرا بعد خبر ، و «الذي» : فى موضع خفض.