٢١ ـ (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ)
«لهم فيها نعيم» : ابتداء وخبر فى موضع النعت ل «جنات» ، فالهاء فيها ل «جنات» ، وهو جمع بالألف والتاء يراد به الكثرة.
وقيل : هى ترجع على الرحمة ، وقيل : هى ترجع إلى البشرى ، ودل على ذلك قوله «يبشرهم».
٢٥ ـ (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ
تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ)
«ويوم حنين» : نصب «يوما» على العطف على موضع فى «مواطن» ؛ تقديره : ونصركم يوم حنين.
«ثمّ ولّيتم مدبرين» : نصب «مدبرين» على الحال المؤكدة ، ولا يجوز أن يكون على الحال المطلقة ؛ لأن قوله «ثم وليتم» يدل على الابتداء ، والحال مؤكدة لما دل عليه صدر الكلام ، بمنزلة قوله تعالى (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) ٢ : ٩١ ، وقوله (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً) ٦ : ١٥٣
٣٠ ـ (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ)
من نون «عزيرا» رفعه بالابتداء ، و «ابن» : خبره ، ويحسن حذف التنوين على هذا من «عزير» لالتقاء الساكنين ، ولا تحذف ألف «ابن» من الخط ، وتسكن النون لالتقاء الساكنين.
ومن لم ينون «عزيرا» جعله أيضا مبتدأ ، و «ابن» : صفة له ، فيحذف التنوين على هذا استخفافا ولالتقاء الساكنين ، ولأن الصفة والموصوف كاسم واحد ، وتحذف ألف «ابن» من الخط ، والخبر مضمر ؛ تقديره :
عزير بن الله صاحبنا ، أو نبينا ؛ أو يكون هذا المضمر هو المبتدأ ، «وعزير» : خبره.
ويجوز أن يكون «عزير» مبتدأ ، و «ابن» : خبره ، ويحذف التنوين لالتقاء الساكنين ، إذ هو شبيه بحروف المد واللين ، فثبتت ألف «ابن» فى الخط ، إذ جعلته خبرا.
وأجاز أبو حاتم أن يكون «عزيرا» اسما أعجميا لا ينصرف ، وهو بعيد مردود ؛ لأنه لو كان أعجميا لانصرف ، لأنه على ثلاثة أحرف ، وياء التصغير لا يعتد بها ، ولأنه عند كل النحويين «عزير» مشتق من قوله (وَتُعَزِّرُوهُ) ٤٨ : ٩
٣٢ ـ (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ
نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)
«إلا أن يتم» : إنما دخلت «إلا» ؛ لأن «يأبى» فيه معنى المنع ، والمنع من باب النفي ، فدخلت «إلا»